أحببت إنساناً ، لا تظلم من لم تحب ، سيدنا عمر قال لشخص : والله لا أحبك ، قال له : أو يمنعك بغضك لي من أن تعطيني حقي ؟ قال له : لا والله ، قال له : إذاً إنما يأسف على الحب النساء ، يعني أحبت إنساناً لا تظلم غيره من أجله ، أحياناً إنسان يتزوج امرأتين ، أحب الثانية كثيراً ، أهمل الأولى ، لم يعد يأتيها إلى البيت ، إذا دخل متجهماً ، بنظرات قاسية ، بكلام قاسٍ ، محبة الثانية جعلتك بحق الأولى ظالماً ،
﴿ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ﴾
أحسن ما في التعدد العدل ، لا تظلم الناس لصالح من تحب ، ولا تظلم من لم تحب ، بكل شيء خذ الوضع المعتدل ، الوضع الوسطي ، الوضع الذي كان عليه النبي وأصحابه قال :
(( ما بال أقوام يقولون كذا و كذا لكني أصلي و أنام ، أصوم وأفطر ، و أتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ))
[متفق عليه عن أنس]
لذلك هذا الموضوع ينقلنا إلى ما يسمى بالحب العقلي ، يعني قيام الليل يحتاج إلى جهد ، صلاة الفجر في المسجد تحتاج إلى جهد ، غض البصر يحتاج إلى جهد ، فالإنسان يحب غض البصر مع أنه يتناقض مع طبعه ، يحب صلاة الفجر في المسجد مع أن الصلاة في هذا الوقت تتناقض مع طبع جسمه
(الخلود إلى الراحة)
لذلك هذا وضع معتدل ، وضع بين ترك الصلاة كلياً ، وبين أن يصليها في البيت دائماً خذ الوضع المعتدل .