قال القاضي السابق بالمحكمة الإدارية والمحامي أحمد صواب “إن رئيس الجمهورية يركز على المسائل القضائية والجرائم الانتخابية أكثر من تركيزه على المسائل الاقتصادية والاجتماعية”.
و أشار صواب في مداخلة في برنامج “كلوب اكسبراس” بإذاعة “اكسبراس أف أم” إلى أن رئيس الجمهورية ليس دوره مكافحة الفساد، وأن هذا الدور موكول للأجهزة القضائية.
وبرر صواب تركيز رئيس الجمهورية على ملف التمويل الأجنبي الذي يهم أساسا حركة النهضة وقلب تونس وعيش تونسي، بالخصومة السياسية بينه وبين حركة النهضة، لأن محاكمتها انتخابيا هي السبيل الوحيد لتلويث حركة النهضة وتحريك التتبع في القضاء العدلي باتجاه حل الحزب.
وأوضح أن تقرير محكمة المحاسبات يكون منطلقا أساسيا للتتبعات أمام القضاء في ملفات التجاوزات الإنتخابية، وتكون الملفات التي تتطلب العقوبات الجزائية بالسجن محل نظر القضاء الجزائي وليس محكمة المحاسبات.
وأشار إلى أن تقرير محكمة المحاسبات يحتاج إلى التدقيق ثم الإحالة إلى القاضي الجزائي والقاضي المالي، ودعا إلى مراجعة القانون المنظم للانتخابات أيضا.
وقال صواب “إن بطئ القضاء وسوء سير المرفق القضائي هو تشخيص متفق عليه من كل الأطراف ولكن حلول الإصلاح هي موضع الاختلاف.
وأضاف صواب أن المجلس الأعلى للقضاء قادر على إصدار مراسيم لحثهم على سرعة الفصل، وكذلك الشأن بالنسبة لوزارة العدل ولرئاسة الحكومة.
وأكد أنه عند الاقتضاء يمكن التوجه نحو التفقدية وهي جهاز إداري وغير قضائي يقوم بمراقبة عمل القضاء وآجال البت دون التدخل في سير القضاء.
واعتبر أن مشاكل القضاء لا تعالج بتدخل السلطة السياسية الممثلة في السلطة التشريعية والتنفيذية، مضيفا أن السلطة السياسية من غير المعقول أن تتدخل في القضاء بهذا الشكل.
كما اعتبر أن موقف المجلس الأعلى للقضاء متزن ووضع شرطين لإصلاح القضاء وهي توفر إطار التأسيس الدستوري، والخروج من الظرف الاستثنائي.
وعن تصريحات رئيس الجمهورية التي اعتبر من خلالها أن كل قرارات المجلس النيابي لا شرعية ولا مشروعية لها، قال صواب إنها تصريحات خطيرة، وتساءل عن سبب ختم الرئيس لعديد القوانين الواردة عليه من البرلمان إذا كانت غير شرعية ولا مشروعة.
وأفاد بأن القانون عدد 38، هو أحد هذه القوانين التي كان بإمكان الرئيس أي يرده للبرلمان لقراءة ثانية ولكنه ساهم في لا شرعيته ولا مشروعيته.
وقال صواب “تصريحات سعيد حاليا تدلّ على الارتباك والتشنج والإفتراء وثلب الناس، وكانت تدل سابقا على المساهمة في انخرام المنظومة، واقتطاف ثمارها عندما تطيب وطابت يوم 25 جويلية واقتطفها سعيد بمهارة”.