أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 23 ديسمبر 2020، قراءة القرآن الكريم باللغة التركية، في حفل نظمته بلدية إسطنبول الكبرى التي يترأسها أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري المعارض، مؤكداً أنه “لا يمكننا أن نتسامح مع أي وقاحة أو هجوم على قيم وتاريخ وثقافة أمتنا”.
وأضاف أردوغان خلال كلمة ألقاها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، في العاصمة التركية أنقرة.“رأينا أن العقلية التي امتنعت عن قول (الله أكبر) وقول (لا إله إلا الله) و(صدق الله العظيم) عادت إلى الحياة بعد 70 عاماً”.
و قال أردوغان “لفهم عقلية حزب الشعب الجمهوري، نحن بحاجة للنظر إلى بعض الممارسات التي حدثت بالأيام الأخيرة، وقد حاولت هذه العقلية مؤخرا تحت غطاء الذكرى السنوية لوفاة مولانا، تدمير التقاليد التي تعود لقرون”.
وأضاف أردوغان “مثلما أننا نتعامل مع الجميع دون تمييز على أساس المعتقد أو الثقافة أو أسلوب الحياة، فإننا لن نسمح لأحد بأن يتطاول بيده أو لسانه على معتقداتنا وثقافتنا وقيمنا”.
وتابع “إذا أردتم اتباع مسار مولانا أو أي مرشد آخر، فعليكم الالتزام بالتقاليد، وبالنسبة للمسلمين، دع العلماء يقررون لهم كيفية قراءة القرآن ورفع الأذان.. هناك رئاسة للشؤون الدينية لماذا لا تسألونها؟ دعوا لها هذه المهمة، فأنتم لا تفهمون شيئا في هذه الأمور”.
ولفت إلى أنه “لن يتم التسامح مع أي هجوم يستهدف ثقافة وتاريخ ومعتقدات البلاد”، مضيفا أنه “سنواصل الرد عليهم بالطريقة التي يستحقونها، وأمتنا ستعطيهم الدرس المناسب من خلال صندوق الاقتراع”.
من جانبها علقت رئاسة الشؤون الدينية التركية، الأربعاء 23 ديسمبر 2020، على قراءة القرآن الكريم باللغة التركية، في حفل حزب الشعب الجمهوري المعارض، مصدرة فتوى خاصة بالقرآن الكريم وترجمته.
وأشارت الرئاسة في بيان، إلى أن “القرآن الكريم نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية، والقرآن هو القرآن بلفظه ومعناه”.
واستشهدت بالآية الثانية من سورة يوسف (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، والآية الثالثة من سورة الزخرف (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، مؤكدة أنه “بصرف النظر عن الكلمات التي تم تنزيلها، فإن المعنى المعبّر عنه (القرآن الكريم) بكلمات أخرى حتى ولو كان باللغة العربية، فإنه ليس كلام الله تعالى، بل هو المعنى الذي يفهمه المترجم من خلال قراءته”.
وأردفت “لذلك فإن أي ترجمة أو كلمات مرادفة لكلمات القرآن تعبّر عنه هي ليست القرآن، القرآن معجزة بكلماته ومعناه، والآيات التي تشير إلى أن القرآن الكريم منزّل باللغة العربية تُدَلّل أنه إلى جانب المعنى فإن اللفظ يندرج أيضاً تحت مفهوم القرآن”.
وأوضحت الرئاسة أن “علماء المسلمين يتّفقون على أن ترجمة القرآن الكريم لا يمكن أن تسمى القرآن، وترجمته ليس لها تأثير القرآن”.
هذا ولاقت تلاوة القرآن باللغة التركية سخطا في الأوساط الشعبية التركية المحافظة و رأت أن إمام أوغلو ذو وجهين، حيث يتناقض هذا الحدث مع ما حاول أوغلو تصويره عن نفسه خلال الحملة الانتخابية لعام 2019 عندما ظهر بملامح وديعة مسالمة، وتحدث بنبرة تصالحية مع جميع شرائح المجتمع التركي من مختلف الإيديولوجيات، متخليًا عن لهجة المعارضة الاستفزازية والعدائية، حتى إنه استنسخ بعض مواقف العدالة والتنمية بإعطاء الفتيات المحجبات مساحة في منشوراته الدعائية مثلًا، أو عندما أدى صلاة الغائب على أرواح ضحايا هجوم “كرايست تشيرتش” في نيوزيلندا، ثم جلس على الأرض بين الأئمة وقرأ على الملأ بعض الآيات القرآنية من سورة ياسين في جامع أيوب سلطان إلا أنه ظهر متشبعا بإرث أتاتورك الذي أرغم أئمة وخطباء الجوامع بين الأعوام 1932 و1950 على قراءة الأذان باللغة التركية حصرًا، ومنعهم من تداول اللغة العربية في أثناء الصلاة وقراءة القرآن الكريم أيضًا، ومن لم يكن مطاوعًا لتلك التعليمات ومصرًا على استخدام العربية أمر أتاتورك بتعذيبه أو ترحيله أو سحبه مثلما حدث مع المؤذنين عمر أفندي ومصطفى عوني في مدينة إزمير، أما بشأن مدة الحبس فقد تضاربت معلومات المصادر المتوافرة بين ما تقول ثلاثة أشهر وأخرى 30 سنة، وقيل كذلك إن حكم الإعدام لم يكن مستبعدًا.
الصدى+ وكالة أنباء تركيا+نون بوست