لو أنك ترتدي أجمل الثياب في الصيف ، ثياب بيضاء غالية جداً ، وقميص وحذاء ، وما إلى ذلك ، ونزلت في حفرة ماء آسن ، ماء أسود ، ماء مجاري ، وتوجهت إلى الشرطة لتشتكي على شخص مما أصابك ، فسألك المحقق : هل دفعك إلى الماء ؟ قلت له : لا والله ما دفعني ، هل أشهر عليك مسدساً وأمرك أن تنزل ؟ قلت له : لا والله ما فعل هذا ، قال لك : هل أمسكك ، ووضعك في الماء ؟ قلت له : لا ، فقال : لِمَ تشتكي عليه ؟ قال له : لأنه قال لي انزل فنزلت ، أليس هذا أحمقاً ؟ هذا وضع الشيطان مع الإنسان ،
﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ﴾
﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ ﴾
الآن أنت صامت وتمشي بالطريق تأتيك آلاف الخواطر ، معظمها من الشيطان ، لا تذهب ، لا تعبأ برضا الأم ، أخوك يخدمها ، دعك من هذا ، دائماً هناك خواطر ، طبعاً علماء النفس يقولون : هذا منولوج ، هذا حديث النفس .
إنسان ركب بالسيارة خمس ساعات ساكتاً ، لا يفتر عن حديث نفسه ولا دقيقة ، من موضوع لموضوع ، لموضوع ، لموضوع ، فهذا الحديث حديث النفس ، بعضه من الشيطان وبعضه من الملائكة ، بعضه إلهام ملائكي ، بعضه وسوسة شيطانية ، فبطولتك ألا تصغي للشيطان .
النابلسي