أعلن وزير الصحة فوزي مهدي، خلال ندوة صحفية عُقدت اليوم الأربعاء بمقر الوزارة، أن اللجنة العلمية قررت إعادة فتح المساجد، ابتداءً من يوم الاثنين القادم، مع الاقتصار على الصلوات الخمس فقط دون صلاة الجمعة، وذلك مع التشديد على ضرورة الالتزام بتطبيق اجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
ووصف مفتي الجمهورية عثمان بطيخ في تصريح لجريدة الصباح الصادرة الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 اعتزام المجلس النقابي للأئمة وإطارات المساجد رفع قضية ضد قرار غلق المساجد ( تعليق الصلاة بالمساجد) بـ”العبث” وأنّه “لا معنى له”.
واعتبر أنّ الصلاة في المساجد ليست واجبة والجوامع تختلف عن الكنائس التي تستوجب الصلاة داخلها مستدلا بقوله تعالى “ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا وجوهكم فثَّمَ وجه الله”.
وأضاف بطيخ أنّ قرار تعليق الصلاة بالمساجد لم يكن قرار عبثيا، بل هو قرار مدروس هدفه الحفاظ على صحّة مرتادي دور العبادة وحمايتهم من فيروس كورونا.
وأصدر المجلس النقابي للأئمة وإطارات المساجد بيانا أكّد فيه إعتزامه رفع قضية استعجالية لدي المحكمة المختصة لإلغاء قرار غلق المساجد .
ووصف المجلس النقابي القرار بالجائر، مشدّدا على أنّ منتسبي المجلس يحتفظون بحقهم في التعبير السلمي عن موقفهم من خلال الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية والمسيرات الشعبية في كامل ولايات الجمهورية.
وكشف البيان أنّه تم خلال الأسبوعين الفارطين عقد اجتماعات مع وزير الصحة وكامل اللجنة العلمية وتمّ تقديم “الموقف الشرعي في منع تعطيل شعيرة صلاة الجمعة والجماعة في كامل البلاد، وكان هذا الموقف مؤسس على تصريحات اللجنة العلمية أنه لم يثبت بصورة قطعية ان احد المساجد كان بؤرة للعدوى أو أن أحد المرضى أصابته العدوى داخل المسجد وإنما كانت هناك تقديرات وقرائن وهذا الكلام مدون عندنا ومسجل” .
كما طالبت جمعية أئمة المساجد بالقيروان في رسالة مفتوحة توجهت بها إلى رئيس الحكومة، بتاريخ 15 نوفمبر 2020، “بالفتح الفوري للمساجد، محملة السلطات مسؤولية ما ينجر عن تدهور حالة المصلين وغضبهم وردود أفعالهم”.
وورد في الرسالة ذاتها أن قرار غلق المساجد لا مبرر له لا عقلا ولا واقعا، حيث أن رواد المساجد هم أكثر الناس تقيدا بالبروتوكول الصحي، كما ان غلق المساجد سبب في نشر حالات من الإحباط لدى فئات إجتماعية مختلفة وعموم المواطنين.
وأشارت الجمعية إلى أن المساجد تساهم في نشر الطمأنينة والراحة النفسية والإستقرار الإجتماعي، مؤكدة أن المساجد ساهمت ولا تزال إلى حد كبير في توعية عامة الناس بمخاطر وباء كورونا.
وجاء في نص الرسالة أنه ومما هو معلوم شرعا أن من آداب المحن اللجوء إلى الله والتضرع والدعاء في المساجد لأنها أفضل الأماكن التي يفزع لها المسلم عند الشدائد.
وطالبت بتشريك الجهات العلمية الشرعية دار الإفتاء والمجلس الإسلامي الأعلى ووزارة الشؤون الدينية وعلماء الزيتونة في اتخاذ القرارات.
ونشر المحامي منتصر السلامي في صفحته الرسمية فايسبوك، خبر قرار أئمة ولاية تطاوين وموقفهم من تواصل التمديد في قرار غلق المساجد.
حيث كتب المحامي منتصر السلامي ”أولى البشائر تأتي من تطاوين الأبية”.
وأوضح السلامي، أن الأئمة المجتمعين مساء أمس في تطاوين قرروا التوجه اليوم لمقر الولاية واعلام والي الجهة انه في صورة عدم تراجع الحكومة عن قرارها “الجائر” فإن صلاة الجمعة ستقام هذا الأسبوع في المدينة”.