في إطار استمرار الممارسات الإرهابية في حق مسلمي إفريقيا الوسطى قتل السبت 22 فيفري الجاري ثلاثة مسلمين باستخدام السلاح الأبيض في قلب سوق “كومباتون” بعاصمة افريقيا الوسطى بانغي
وأفاد شهود عيان بأن الضحايا الثلاث امتطوا سيارة أجرة ( تاكسي) بغية الوصول إلى القاعدة العسكرية بـ “مبوكو”، إلاّ أنّ سائقها توقف على بعد 200 متر من الوجهة النهائية، وطلب من مجموعة كانت تقف هناك إخراج الشبان الثلاثة من سيارته، وينطلق مبتعدا ليترك الضحايا في أيدي المجموعة المسيحية حيث قاموا بقتلهم بالسلاح الأبيض وسحلهم في الشارع
هذا ويتفنن مسيحيو جمهورية إفريقيا الوسطى في ممارساتهم الإرهابية ضد المسلمين حيث تراوحت هذه الممارسات بين حرقهم أحياء وقطع أجزاء من أجسادهم وأكلها أمام أنظارهم وشق بطون الحوامل المسلمات وذبح الاطفال بالمناجل وصولا إلى فرمهم تحت الحافلات وهدم منازلهم ومساجدهم
ويذكر أن هذه الممارسات الوحشية ضد المسلمين تزايدت بعد التدخل العسكري الفرنسي الذي كان بقرار أممي بتاريخ 5 ديسمبر 2013
وقد نقل شهود عيان أن القوات الفرنسية التي زعمت أنهاتدخلت في هذه البلاد لحفظ الأمن لا تمنع الممارسات الوحشية ضد المسلمين
وقال شهود عيان آخرون أن الجنود الفرنسيين ينزعون السلاح من المواطنين ثم يتركونهم تحت رحمة المسيحيين ليقتلوهم ويعذبوهم
وصرح مدير الطوارئ في منظمة هيومن رايتس ووتش في بانغي بيتر بوكيرت عبر موقع تويتر أن جثة ارجل أحرقت، ونشر صورة تظهر رجلاً يمسك أحد اطراف الجثة قرب موقد في حين كان جندي فرنسي مسلح يشهد الواقعة
وهناك تسؤلات كثيرة حول الدور الفرنسي بعد إعلان فرنسا عبر الأمم المتحدة أنها ستتدخل في جمهورية إفريقيا الوسطى لتفادي وقوع جرائم ضد الإنسانية، ولكن ما يقع حاليا هو جرائم تصفية إثنية على شاكلة ما جرى في منطقة البلقان.
هذا ويساهم المغرب في القوات الدولية، حيث نسق مع فرنسا إرسال قوات عسكرية، ولم توضح الدولة المغربية هل القوات المغربية تعمل تحت إمرة القوات الفرنسية أم لا، ومكان تواجدها وكذلك دورها في حماية المسلمين.
وتأتي هذه الفوضى والحرب الأهلية في جمهورية إفريقيا الوسطى بعد الإطاحة بالرئيس النصراني فرانسوا بوزيزي في نهاية مارس 2013 عبر تحالف ” سيليكا ” ذي أغلبية مسلمة ليحل مكانه ميشيل غوتوديا كأول رئيس مسلم للبلاد بعد ان غير اسمه القديم ” محمد ضحية ” بضغط غربي
إلا إن التدخل العسكري الفرنسي أرغم ميشيل جوتوديا على التنحي عن منصبه في 10 جانفي 2014 مع رئيس وزرائه نيكولا تيانجاي، وكان ذلك عقب اجتماع للدول الإقليمية بضغط فرنسي، لحمله على اتخاذ قرار ينهي فترة حكمه الانتقالي والتي تسببت في سقوط المئات من القتلى ونزوح نحو مليون من مساكنهم
وفي 20 جانفي 2014 انتخب برلمان جمهورية إفريقيا الوسطى المسيحية سامبا-بانزا من قائمة تضم ثمانية مرشحين لتكون أول رئيسة مؤقتة للبلاد لتتزايد معاناة المسلمين وإبادتهم في ظل حكمها
هذا وقد اقترح الأمين العام للأمم المتحدة،بان كي مون منذ أيام مبادرة لإنهاء التطهير العرقي ضد المسلمين تتضمن نشر المزيد من قوات الأمن لحماية الشعب وبذل جهود أكبر لدفع عملية السلام الجارية وتعزيز الدعم لحكومة جنوب أفريقيا ورفع حجم المساعدات الإنسانية ومساءلة مرتكبي جرائم التطهير الطائفي والانتهاكات الجسيمة الأخرى لحقوق الإنسان.
ويرى محللون أن بان كي مون غير جاد في إيجاد حلول جذرية لهذا التطهير العرقي ضد المسلمين ويكتفي بالظهور من حين لآخر لطرح المبادرات والتصريحات لذر الرماد على الأعين ويتستر على الإرهاب الذي يمارس ضدهم بحضور الجيش الفرنسي ولا يعلي صوته ليصنف هذه الممارسات في خندق الممارسات الإرهابية التي يجب أن يحاكم مرتكبوها ومشجعوها فورا