استنكر مجلس البحوثِ والدراسات الـشرعية بـدار الإفتاء الليبية، ما يقومُ به حكامُ الامارات مِن عدوان ظلوم غشوم على الشعب الليبي بتقتيل وتهجير وتَيّتيم مئات الآلاف.
وأضاف البيان الصادر عن الإفتاء الليبية: “كما يستنكر عمالة هذه الدولة بما يخدم، العدوان على أوطانِ المسلمينَ وتحريف دينهم الموجب لغضبِ الله، والمتمثل في الآتي:
1-تبني الـمشروع الصـهيوني في المنطـقة الذي أخذتِ الإماراتُ على عاتقِها تنفيذه، بإقامة ما يسمَّى اتفاق إبراهام، المستند في الدعوة إلى التطبيعِ مع العدوّ الصهيوني في شقيهِ السياسيّ الاقتصادي، والعقديِّ الدينيِّ، وقيامها في ذلك بما لم تُسبق إليه، ممّن سقطَ قبلَها في مستنقعِ التطبيعِ.
2-ما فعلوهُ دونَ حياءٍ ولا خجلٍ، مِن إقامةِ الطقوسِ اليهودية في ميادينهم وشوارِعِهم داخل المدن الإماراتية، كما شوهدَ سفير الإمارات لدى الكيان الصهيوني، يزورُ الحاخام الـعنصريَّ المتطرف، زعـيمَ حركةِ شاس -التي تستبيح تقتيل الفلسطينيين على بكرة أبيهم وتهجيرَهم من ديارهم -شوهدَ هذا السفيرُ مستسلمًا للحاخامِ، ملْتمسًا بركتَهُ، والسفيرُ يمثلُ دولتَه.
3-قيامُهم ببناءِ معابدَ لليهودِ والنصارَى، ضمنَ ما يُعرفُ ببيتِ العائلةِ الإبراهيميةِ، الذي يسوي بين الإسلام الدين الحق وبين الأديان التي سمّى القرآن أهلها كفارا، بالإضافةِ إلى معابدِ الهندوسِ والسِّيخِ، وغـيرِها مِن المِلل، التي قضَى الـشارعُ بإخراجِها من جزيرةِ العربِ، لا توطينِهِا فيها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمِعُ في جزيرةِ العربِ دِينانِ) رواه مالك، وقوله صلى الله عليه وسلم: (أَخرجُوا الـمشركينَ مِن جـزيرةِ العربِ) رواه البخاري ومسلم، وذلك ليبقَى مَهبطُ الوحيِ للإسلامِ خالِصًا، لَا يدنِّسهُ شِركٌ، لم يأتِ الإسلامُ إلاّ لتطهيرِ الدنيا منهُ.
4-تلطُّخُهُم بدماءِ المسلمينَ الأبرياءِ، بما شنُّوه مِن حروبٍ بالوكالة على شعوبِ المنطقةِ، التي تسعَى إلى التحررِ مِن الاستبدادِ والظلمِ، حروب ذهبَ ضحيتَها مئاتُ الآلافِ مِن المسلمينَ، بين قتيلٍ وجريحٍ ومهجّرٍ، بالطريق المباشرٍ وغير المباشر بتمويل المرتزقة، في كلٍّ مِن ليبيا واليمنِ ومصرَ وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين.
ودعا مجلسَ البحوثِ علماءَ الإسلامِ ودعاتَه والهيئاتِ العلميةَ والإعلاميةَ، وكلّ مَن له غَيرةٌ على هذا الدِّينِ، وأهله إلى أن يبيّنوا للمسلمين وجوبَ مقاطعة حكومة الإمارات ، وحرمةَ الاستثمارِ فيها، أو الاتجارَ معها، أو عن طريقِ موانيها ومـطاراتِها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( انصر أخاك ظـالماً او مـظلوماً) رواه البخاري، وليعلم من يتعامل في تجارته مع حكومة الإمارات أن كل من يدفع لهم دولاراً فإنما يشتري به رصاصة يُقتل بها بريء من المسلمين في مكان مَّا (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) ]العلق 6، 7[.
ودعا المجلس العلماء الى أنْ يتولَّوا فضح ما تقومُ به هذه الدولة المارقةُ، بكلّ ما يُتاحُ لهم مِن وسائلِ البيان لتبقَى حدودُ ما أنزلَ الله على رسولهِ واضحةً، لا تلتبسُ على أهل الإيمان؛ تحقيقًا لوعدِ الله في حفظِ دينه، وإبقاءً على طائفةِ أهلِ الحقّ، الذين يَنفُونَ عنه تحريفَ الغَالِين، وتأويلَ الجاهلين، وانتحالَ المُبطلِين؛ فإنّه لا أدحضَ للباطلِ ولا أبْيَنَ للحقِّ مِن أحكامِ اللهِ في الـتشريعِ والـتكوينِ، قـال تعالى: (واللهُ غَالبٌ عَلَى أمْرِهِ ولكِنّ أكثرَ النّاسِ لَا يعلَمونَ)] يوسف 21[ وذلك وفق ما جاء في نص البيان الصادر عن جلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية.

