عادت بنا فضيحة تلقي رئاسة الجمهورية تلاقيح ضد فيروس كورونا من دولة الإمارات دون علم رئاسة الحكومة والبرلمان ووزارة الصحة ومعهد باستور ولجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19 إلى ما قامت به دولة الإمارات من إهداء سيارتين للرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي مقابل اجتثاث حركة النهضة و إعادة سيناريو مصر بتونس.
ويذكر أن الإعلامي صالح عطية كشف في حصة “بالمرصاد” بقناة الزيتونة الجمعة 5 ديسمبر 2014 أنه تحصل على معلومات تؤكد وجود خلية أزمة بدولة الإمارات يديرها محمد دحلان في تونس.
وأكد عطية أن هذه الخلية كلفت محسن مرزوق بالقيام بانقلاب إذا فاز الدكتور المنصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية في الدور الثاني كما وعدت بمنح تونس 10 مليار دولار في حال فوز السبسي في الانتخابات الرئاسية و إبعاد الدكتور المنصف المرزوقي.
هذا وقد طالب صالح عطية القيادي بحركة نداء تونس محسن مرزوق بالتدخل في حصة “بالمرصاد” مباشرة لنفي أو إثبات هذه المعلومات الخطيرة.
كما كشف عطية عن دخول القيادي السابق في حركة فتح الفلسطينية محمد دحلان باسمه إلى تونس تزامنا مع الانتخابات في 2014 مضيفا أنه حالما انتبه عون أمن المطار لاسم دحلان استشار بعض زملائه فأكدوا له أنهم يعرفوه وقاموا بالبحث عنه للتأكد هل هو الفلسطيني محمد دحلان إلا أنه تبخر دون أن يعرف أحد أين ذهب وبمن التقى وأين سكن في تلك الأيام قبل أن يغادر تونس من جديد.
ومن جهته صرح الديبلوماسي الجزائري محمد العربي زيتوت في نفس الحصة ” بالمرصاد ” بتاريخ 5 ديسمبر 2014 أن فرنسا والجزائر يشعران بالارتياح لنتائج انتخابات 2014 ويتجهان لإقصاء الرئيس محمد المنصف المرزوقي.
رابط تصريح الإعلامي صالح عطية:
https://www.facebook.com/hadathnews.pageofficielle/videos/636757019786836
ومن جهته أكد الرئيس التونسي الأسبق، الدكتور المنصف المرزوقي، أنه “لا يتّهم النظام الإماراتي بالعمل بالوكالة عن الإدارة الصهيونية في إفشال الثورات العربية وتصفيتها، والعمل على تصفية القضية الفلسطينية جزافا وإنّما بالدليل”.
وأوضح المنصف المرزوقي، في تصريح إعلامي، قائلا: “عندما كنت رئيسا لتونس فعلوا كل ما في وسعهم لإفشالي، وأرسلوا سيارتين مصفحتين لزعيم المعارضة يومها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وجنّدوا إعلامهم الفاسد ضدّي في عمل مفضوح مضيفا “لقد كنت واعيا بدورهم منذ البداية، ولذلك خاطبت الإدارة الأمريكية بأن يمسكوا زبائنهم عندهم، وعندما طالبت في الأمم المتحدة بالإفراج عن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، من انبرى للرد علي، هو وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، وهذه كلها وقائع وأدلة وليست اتهامات بدون مبرر”.
واليوم لسائل أن يسأل ما المقابل الذي طلبته الإمارات مقابل منحها للرئيس قيس سعيد تلاقيح مضادة لفيروس كورونا دون علم أحد و في الغرفات المظلمة؟
ثم أليس التعامل مع دولة مطبعة مع إسرائيل يجعلنا نشك أن المقابل سيكون مطالبتها بتطبيع تونس و كذلك الضغط للعودة إلى الحكم الرئاسي أو للتسهيل بالقيام بذلك خاصة و قد كشف العميد السابق هشام المؤدب في شهر فيفري الماضي أن كل من فرنسا و الإمارات تسعيان علنا لقلب نظام الحكم في تونس إلى رئاسي للتحكم في رئيس واحد مشيرا إلى أن بعض الدول العربية من جيران تونس ودول اوروبية أخرى تسعى إلى ذلك في الخفاء.
و أضاف العميد السابق هشام المؤدب خلال حضوره ببرنامج “حدث و حديث ” بقناة ” الإنسان” أن حرية التعبير التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة تخيف العديد من السياسيين في دول غربية وعربية وهو ما جعلها تسعى لقلب نظام الحكم إلى رئاسي يأتون من خلاله بشخصية مستبدة يكبح جماح البرلمان.
وبين المؤدب ان هذه الدول تتقاسم الادوار لقلب نظام الحكم في تونس مشيرا إلى أن منها من تكفل بمؤسسة رئاسة الجمهورية التي بدا الوضع يتغير فيها منذ أحداث الوردانين وهي المدة التي غير الرئيس قيس سعيد فريقه الرئاسي من رئيس ديوان ومستشارين و مستشار الأمن القومي و كان ذلك بطلب من فرنسا لكي يتسنى لها التواصل بيسر مع بطانة الرئيس الجديدة وتكليفهم بدفع قيس سعيد لتغيير نظام الحكم إلى رئاسي.
وقال المؤدب ان الرئيس الذي انتخبناه منذ عام لم يقدم شيئا ويركز فقط على النظام الرئاسي.
فهل سيتوضح للشعب التونسي طبيعة علاقة رئاسة الجمهورية بدولة مطبعة و ما مقابل منحها تلاقيح للرئاسة التونسية في تكتم شديد ام سيبقى لغزا كلغز الظرف المسموم ليتواصل بذلك الغموض في قصر قرطاج؟
ليلى العود