تشهد الساحة السياسية خلال هذه الأيام صراعا محموما في عدّة فضاءات، إذ تلاحظ ملامح هذا الصراع من قرطاج إلى القصبة وإلى مونبليزير إلى مجلس نواب الشعب بباردو.
ولاحديث هذه في الفترة إلا عن التحوير الوزاري الذي سيقوم به رئيس الحكومة عشام المشيشي.
فقد قرر رئيس الحكومة هشام المشيشي اجراء تحوير وزاري من المنتظر الاعلان عنه اليوم أو غدا، مع سد الشغورات على رأس وزارات الثقافة و الداخلية والبيئة والشؤون المحلية.
ويأتي هذا التحوير المرتقب بعد أيام قليلة من إقالة وزير الداخلية المحسوب على رئيس الجمهورية توفيق شرف الدين.
وقد رافق هذه الإقالة جدل كبير لدى الرأي العام الوطني الذي اعتبر شق منه أنها تأتي إرضاء للحزام البرلماني الداعم للحكومة.
من جهته نفى المشيشي هذا السبب قائلا إن وزير الداخلية المقال قام بإرباك عمل المؤسسة الأمنية من خلال إجراء تحويرات على رأس عدد من الإدارات والمصالح التابعة للوزارة دون استشارة القيادات العليا الأمنية والرجوع لرئيس الحكومة.
التحوير قادم
حُسمت بعض الأمور المتعلقة بتعديل تركيبة حكومة هشام مشيشي واجراء تحوير وزاري وبات بعضها محل اجماع لدى مكونات الحزام السياسي الداعم للحكومة في حين ظلت بعض نقاط أخرى خلافية بينهم.
ويجمع ممثلو الائتلاف البرلماني الحكومي على ضرورة سد الشغور وتعيين وزراء على رأس وزارة البيئة والشؤون المحلية ووزارة الثقافة كنقطة أولى تتطلبها المرحلة واعفاء بعض الوزراء وتعويضهم بشخصيات أخرى.
تنتظر الأطراف السياسية الداعمة لرئيس الحكومة إجراء التحوير الوزاري الذي سيعيد توزيع الحقائب وفق المشهد السياسي الجديد، لكن لا تبدو العملية سهلة نظرا لتعقد خارطة التحالف الجديد.
ويشمل التحوير الحكومي ثلاث وزارات وهي الداخلية والبيئة والشؤون المحلية والشؤون الثقافية في إطار سدّ الشغور، ووزارة الشباب والرياضة والإدماج المهني ووزارة الصناعة والطاقة والمناجم في إطار الفصل، بالإضافة الى وزارات الصحة والعدل والفلاحة والشؤون العقارية في إطار التغيير بعد التقييم حسب الخطاب الرسمي أو “تغيير وزراء الرئيس” حسب المصطلح المتداول إعلاميا.
وكشفت إذاعة موزاييك الخاصة أن التحوير الوزاري يتضمن عدة أسماء البعض وقع إجماع حولها والبعض الأخر مازالت المشاورات متواصلة بشأنها:
– وزارة الداخلية:وليد الذهبي أو المعز لدين الله المقدم أو رشاد الهرمي
-وزارة العدل: يوسف الزواغي أو حسناء بن سليمان
-وزارة الشوون الثقافية: فتحي الهداوي
-وزارة أملاك الدولة والشوون العقارية:عبد اللطيف الميساوي
-وزارة الصحة:الهاشمي الوزير
-وزارة الفلاحة :أسامة الخريجي
– وزارة التشغيل:شهاب بن أحمد
-وزارة الصناعة رضا بن مصباح
-وزارة الطاقة والمناجم:منجي مرزوق ( في انتظار الرد، وفي صورة الاعتذار قد يتم الحفاظ على وزارة الصناعة والطاقة مدمجة).
-وزارة البيئة والشوون المحلية: خالد بن قدور
-وزارة الشباب والرياضة:لم يتم الحسم بين عدد من المترشّحين
بين القصبة وقرطاج
يرى متابعون أن التعديل المرتقب في حكومة المشيشي دون التشاور مع قيس سعيد سيؤدي إلى تعميق الشرخ بين الطرفين، خاصة بعد إقالة وزير الداخلية توفيق شرف الدين.
ويرى مراقبون أن هذا التعديل المرتقب سيكون بمثابة القادح الجديد في معركة أجنحة السلطة في تونس، فإن اختار المشيشي الاقتراب من الحزام البرلماني فإنه سيجد صعوبات في التنسيق مع قيس سعيد، وهو ما يؤشر لمزيد التصدع بين “القصبة و”قرطاج”.