قال الخبير الاقتصادي محمد النوري ،إن ” من يستمع الى السيدة المكلفة بوزارة المالية على القناة الأولى بخصوص حقيقة الوضع الراهن الاقتصادي والمالي لا يملك إلا أن يسأل السيدة الوزيرة: من يغالط من؟”.
و أوضح النوري ،في تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك” أنه “بخصوص سياسة الترقيع التي تمارسها الحكومة لتجميع مخصصات الرواتب والأجور والتي لجأت فيه هذه المرة للاستنجاد بالبريد التونسي لتغطية الفجوة المالية بمبلغ 700 مليون دينار ،وهي العملية التي أثارت ضجة واسعة وجدلا محتدما في أوساط الخبراء والمتابعين، ليس كما تذكر الوزيرة لكون هذا المبلغ هو في حقيقة الأمر ليس موارد جبائية يجمعها المحاسبون العموميون وتوضع في حسابات جارية على ذمة الدولة تأخذها متى شاءت،” مؤكدا أن “هذه الرواية هي عين المغالطة حيث تؤكد أوساط مباشرة للموضوع بأن هذه الموارد المشار إليها لا تبقى في واقع الأمر إلا يوما أو يومين وتوضع في حساب ترانزيت ومن ثم تحول إلى حساب الخزينة”.
وتابع النوري”وبالتالي فإن مبلغ 700 مليون دينار هو بكل وضوح ولا مواربة اقتراض داخلي قامت به الحكومة مع مؤسسة البريد ولا علاقة له بالموارد الجبائية للقباضات، والخلاصة أن هذا المبلغ هو من موجودات البريد في حسابات ودائع جارية وادخارية يملكها المودعون وتكون الحكومة اضطرت إلى ادخارات الطبقة الفقيرة والمتوسطة لتسديد الأجور”،وفق قوله.
و أضاف النوري :”أن ما ذكرته وزيرة المالية بخصوص حقيقة الوضع المالي للبلاد و أن تونس غير مهددة بالإفلاس ليس صحيحا، وهي تنفذ تعهداتها الداخلية والخارجية بانتظام ولم يحصل تأخير في صرف الأجور والمرتبات” ،مشيرا إلى أن “العالم أجمع والشعب التونسي قبل ذلك يعلم حقيقة الأمر الواقع و يتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع الآقتصادية والمالية الغير مسبوقة في تاريخ البلاد، وتؤكد هذه الحقيقة الصارخة كل الموشرات الكلية لاقتصاد البلاد من مديونية فاقت سقف ال 100% من الناتج الإجمالي إلى نسبة العجز في الميزانية التي تناهز ال 20 مليار دينار ثلثها متجه إلى الاقتراض الداخلي وثلثاها إلى الاقتراض الخارجي ، إلى التضخم وغلاء الأسعار وتراجع النمو ،و أن كل هذه الحقائق لا تعكس ما تحاول الوزيرة من طمأنة زائفة للرأي العام”.
وقال النوري يجب أن نفهم أن زيارة مولان رئيس نادي باريس ومدير الخزينة الفرنسية الى تونس يشير إلى حالة الإفلاس غير المعلن للبلاد والتي يحاول الماسكون بالسلطة تأجيل النطق به ومصارحة الرأي العام”.