قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي،في حوار مع موقع “عربي 21” ،إن تهامنا بالاستقواء بالخارج اتهامات فارغة و اتهامات منافسين سياسيين غير منصفين،مشيرا إلى أن “تونس جزء من العالم، تتفاوض مع المؤسسات الدولية ومع صندوق النقد الدولي وهي شريك لأوروبا ولا أحد ينادي بعزل تونس عن العالم الخارجي على ان لا ينال ذلك من سيادة دولتنا واستقلال قرارنا”.
و أضاف الغنوشي أن الذين أساؤوا لتونس وأضعفوا مكانتها وقوتها التفاوضية وقوتها الناعمة هم الذين انقلبوا على الثورة، وهم الذين استعانوا بقوى خارجية انقلابية لم تُعرف بعلاقة إيجابية لا مع الديمقراطية ولا مع الثورة،مضيفا أن “الجهات التي تتدخل في الشأن التونسي لدعم الثورة المضادة ولدعم الانقلاب واضحة، و وسائل إعلامها واضحة”.
وتابع: “أما العالم الديمقراطي فيدعم الديمقراطية وعودتها إلى تونس، وقد أصدر عديد البيانات ضد الانقلاب مثلما فعل البرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي وغيرهما من القوى الديمقراطية السياسية والإعلامية ليس غيرة على النهضة وانما على قيمها ومصالحها، ولكن هذا الدعم لم يتخذ شكل جيوش أجنبية، والحمد لله، لا تنتصب على أرض تونس جيوش أجنبية، لدعم الديمقراطية ولا أحد دعا إلى تدخل عسكري في تونس، وإنما الأمر أن هناك قوى سياسية ديمقراطية في العالم تدعم الديمقراطية في تونس بالمواقف، وهناك قوى دكتاتورية انقلابية في العالم تدعم المنقلببين في تونس بالإعلام وبأكثر من ذلك”.
وفي إجابته عن سؤال من يقصد بالدول الداعمة للانقلاب في تونس قال الغنوشي:” أقصد الذين يرون في الثورة التونسية ونموذجها الديمقراطي خطرا عليهم و اقتداء شعوبهم المقهورة بالنموذج التونسي فتبادر إلى استهداف شمعتنا بدل الاستضاءة بها.. القوى الدكتاتورية في المنطقة تخشى من الديمقراطية التونسية ولذلك تسلط عليها حربا إعلامية واضحة.. هناك قنوات إعلامية خليجية مسلطة على تونس للتشنيع على الديمقراطية للتبشير بسقوطها ولدعم المنقلبين..كما هناك أخرى مضادة لها”.
و أكد الغنوشي أن الديمقراطية التونسية ليست شيئا عابرا وأن الثورة التونسية ليست صدفة، وأن الدستور ليس حدثا عابرا، وأن الدكتاتورية التبي يسعى المنقلب لتكريسها هي الحدث العابر، وهي الغفوة التي أصابت الشعب التونسي، وبدأ يستفيق منها، مضيفا ” ونحن مدركون أن المعركة في تونس والعالم لا تدور بين إسلاميين وعلمانيين، وإنما تدور بين ديمقراطيين أحرار وبين استئصاليين يحدثون أنفسهم بالتسلط على الناس.. هذه معركة تونس ومعركة العالم بين قوى حرة تدافع عن الإنسان الحر الكريم، وبين قوى تعسفية ظالمة قوى تحدث نفسها بالتسلط، وبأنها أعلى من الناس وأن من حقها أن تتسلط على الناس تحت شعارات زائفة ” .