قال الرئيس الأسبق محمد منصف المرزوقي إن جلّ القوى الفاعلة، خارجياً وداخل الدولة العميقة بتونس ، وصلت إلى النتيجة نفسها، المتمثلة في أن الرجل (سعيّد) لا كفاءة له ولا مصداقية، وأننا أمام حالة مرضية، ومن ثم أعتقد أن البحث عن بديل مطمئن لهذه القوى يجري على قدم وساق.
و أضاف المرزوفي في حوار مع موقع “العربي الجديد” : “يجب على القوى الديمقراطية أن تنتبه، وأن تستعد لسيناريو شبيه بالذي حدث عند الانقلاب الطبّي لـ(الرئيس المخلوع الراحل) زين العابدين بن علي (في إشارة إلى ما اعتمد عليه بن علي في إزاحة الحبيب بورقيبة من الحكم سنة 1987، بالاعتماد على عدم أهليته الصحية وإقرار عدد من الأطباء بذلك، ومن ثم تنحيته من الرئاسة حتى تتخذ العملية شكلاً قانونياً).
وتابع المرزوقي في هذا الصدد: “”إذا تحرك الشارع السياسي والاجتماعي لوضع حد للانقلاب، فلن يكون لهذا الضغط أي تأثير، وإلا فإنه هو الذي قد يحدد مصير البلاد بالتفاهم من وراء ظهر الشعب مع الدولة العميقة”، مضيفا ” هناك قرار إقليمي ودولي بإفشال كل ثورات الربيع العربي، والباقي مسؤوليتنا نحن”.
و أكد المرزوقي أنه في إطار اللاشرعية، هناك الانقلاب الطبي (مثلما حصل بين بن علي وبورقيبة). أما في إطار الشرعية، فخريطة الطريق تتمثل بعودة البرلمان وانتخابات تشريعية ورئاسية في أسرع وقت ممكن. وإلا فإن الخيار سيكون بين التعفن والفوضى.
وعن المد التضامني الكبير من الساحة السياسية والحقوقية التونسية مع المرزوقي وحتى ممن يختلفون معكم سياسياً بخصوص الحكم عليه بأربع سنوات سجن قال المرزوفي:”نعم، المد التضامني كان من ناحية صفعة للمنقلِب، وبلسماً على جراح قديمة. ومن ناحية سياسية، هو دليل على تجذر الوعي الحقوقي والمطلب الديمقراطي عند شرائح واسعة من الطبقة السياسية، ووعيها بأن التهديد عبر هذا الحكم هو للجميع، ومن ثم الموقف الذي سيرن كجرس إنذار قوي لدى النظام، ولا أقول لدى سعيّد. لأن هذا الرجل آت كما قال من كوكب آخر (في إشارة إلى تصريح سابق للرئيس قيس سعيّد قال فيه إنه يشعر أحياناً أنه من كوكب آخر)”.
أما بخصوص عودته إلى تونس قال المرزوقي : “أنتظر إشارة القيادات في الميدان، حتى يكون لرجوعي إضافة كبرى لعملية إنهاء الانقلاب.”.