اعتبر الرئيس الأسبق منصف المرزوقي في حوار لصحيفة “القدس العربي” ، أن تونس في ظل حكم الرئيس قيس سعيد تواجه خطر الإفلاس، وهي لم تعد دولة مستقلة وإنما تابعة لـ“محور الشر العربي”، محذراً من محاولة سعيد إلحاقها بقطار الدول المطبّعة مع إسرائيل.
وأوضح المرزوقي بقوله “الرجل الذي رفض استقبال موفد حماس وعزل دبلوماسياً تونسياً مثّلنا في مجلس الأمن لأنه أخذ على محمل الجد صراخه حول فلسطين. الرجل الذي قال إنه لم يتدخل في الحكم عليّ بـ4 سنوات سجن والناس كلها شاهدته يأمر خادمته وزيرة الظلم بالقانون بمحاكمتي، والذي قال إن مليونا وثمانمئة ألف تونسي خرجوا لتأييده (وكانوا بضعة آلاف) هو ذاته الذي قال إن التطبيع خيانة” ،مضيفا “انتظروا منه كل شيء، لكن أملي أن الشعب التونسي سيضع حداً لهذه المهزلة/المأساة التي اسمها رئاسة سعيد، قبل أن يرتكب هذا الخطأ الآخر (التطبيع مع إسرائيل)”.
و في تعليقه على زيارة محتملة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان واخرى للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتونس قال المرزوقي: “تونس لم تعد دولة مستقلة كأغلب دول الربيع العربي التي دمرتها الثورة المضادة بقيادة محور الشر. وعندما تعرف أن المخابرات المصرية أصبحت ترتع في تونس، تقيس عمق التدهور الذي وصلته دولة كانت في نادي الديمقراطيات وأخرجت منه، وكانت دولة ذات سيادة فأصبحت دولة تابعة ومتسولة، (هذه) إنجازات دكتاتورية حمقاء”.
و بخصوص عقد البرلبمان جلسة افتراضية الشهر الماضي للاحتفال بالذكرى الثامنة لختم الدستور قال المرزوقي: “كانت شيئاً إيجابياً ويجب الآن انعقادها مجدداً والعمل على تجميع الـ145 صوتاً لعزل المنقلِب. وسيكون للأمر وقع هائل وتأثير على المؤسستين الأمنية والعسكرية، وهما بحاجة لأي سند قانوني للتخلص من رجل تعرفان أصدق المعرفة أنه غير سويّ وخطير على مستقبل تونس”.
وحول اتهامه بـ”الخيانة العظمى” من قبل سعيد بعد دعوته المجتمع الدولي للكف عن دعم “الانقلاب”، قال المرزوقي: “الخيانة العظمى هي الحنث بالوعد والخروج على الدستور الذي أتى به (في إشارة للرئيس سعيد) للحكم، وضرب وحدة الشعب ورهن استقلال تونس للدعم المصري السعودي الإماراتي. عندما يكون له عُشر تاريخي في النضال من أجل تونس يمكنه أن يعطيني دروساً في الوطنية. سيخرج من قصر قرطاج لا كما خرجتُ مكرماً معززاً، لكن ذليلاً مطروداً كما خرج بورقيبة وبن علي”.