دعا وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي اليوم في تدوينة على صفحته على فيسبوك إلى حجر عام لمجابهة انتشار الوباء.
وفي ما يلي نص التدوينة:
لا صوت يعلو فوق صوت معركة مقاومة الكوفيد وإنقاذ الأرواح.
اليوم تعرف أغلب الولايات نسبة تحاليل إيجابية تفوق الثلث من مجمل التحاليل بما يعني أن العدوى على أشدها بما سيرفع من عدد الإصابات والوفيات بطريقة جنونية لا قدر الله.
هذا يؤكد أننا خسرنا معركة الوقاية مما يجعل أي إجراءات طبية مهما كانت ضخمة عاجزة عن تحمل نسب عدوى مرتفعة وقد رأينا هذا في بلدان متطورة خلال الموجة الأولى.
هذا الوضع يقتضي ضرورة السيطرة على العدوى وربح معركة الوقاية من جديد وإلا فإن الجائحة ستعصف بنا ولا تزال تحتفظ بالكثير من المفاجآت السلبية لا قدر الله.
أولا لي رجاء من مجلس نواب الشعب أن يؤجل الجلسة المقررة اليوم والخاصة بمناقشة عدم إمضاء رئيس الجمهورية لقانون المحكمة الدستورية وتركيز الجهد على المسألة الصحية التي تقتضي إعلان التعبئة العامة ضد الكورونا واتخاذ العديد من الإجراءات من مثل:
- إعلان الحجر العام لمدة أسبوعين وذلك للحد من قوة العدوى بصورة ملموسة تليها فترة حجر موجه يتم خلالها تطبيق إجراءات الوقاية الفردية و الجماعية بصورة صارمة بالتبعية والتحسيس وبقوة القانون
- إعادة الإعتبار للجنة العلمية وإعادة تشكيلها على أسس منطقية وإعطائها دورها كاملا في قيادة المعركة علميا
٣) إعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على كل هذه الأرواح التي فقدناها بسبب الكوفيد ولا نزال
٤) إعادة تشكيل غرفة عمليات مركزية بالعوينة من كل الوزارات المعنية وغرف جهوية ومحلية تتبعها وتتمثل مهمتها أساسا في تطبيق القانون والاجراءات الخاصة بالوقاية والتدخل الفوري لإنفاذ القانون، والمساعدة في تأمين توزيع المساعدات الاجتماعية والتدخلات الصحية والمعالجة الميدانية لأي أزمات أو أوضاع صعبة تطرأ
٥) اجتماع الحكومة مع كل السلطات والجهات المالية لرصد ألف مليون دينار بأي طريقة كانت لتمويل اجراءات الحجر العام ولمعالجة آثاره السلبية على الفئات الاجتماعية الهشة وتوفير أدوية الكوفيد والتجهيزات الضرورية مثل أجهزة الأوكسيجين
٦) فتح مستشفيات ميدانية في كل مركز ولاية وفي كل معتمدية كبيرة أو نائية لا تقل طاقة استيعاب كل واحد منها عن الثلاثين سريرا يتم تجهيزها بالتبرعات العينية للمواطنين (سرير، وسادة، حسابات، متاحف…) و يتم تجهيزها طبيا من قبل الدولة من الالف مليار المرصودة و أؤكد خاصة على استجلاب ما لا يقل عن ثلاثة آلاف جهاز اوكسيجين من الخارج فقيمتها لا تتجاوز خمسة ملايين دينار( هذا ما أفادني به أحد إخوتنا المقيم بالخارج والذي تمكن، مع جمعيات التونسيين بالخارج، من جمع تبرعات واقتناء 125جهاز اوكسيجين ستصل خلال ايام الى تونس ان شاء الله) وتعبئة المتطوعين بكل اصنافهم للمساعدة في إدارة هذه المستشفيات.
٧) بذل جهد استثنائي لاقتناء التلاقيح وتفعيل كل السبل الكفيلة بذلك
غير هذه الإجراءات كثيرة يمكن اتخاذها من قبل الهيئة الوطنية لمقاومة الكورونا التي يجب أن تبقى في حالة انعقاد دائم الى حين تحسن المؤشرات.
إن نجاح هذه الاجراءات تقتضي انخراط كل المسؤولين نوابا ووزراء وولاة وبلديات ومعتمدين ومجتمع مدني وعمد و… وهذا يقتضي قدرة تنظيمية هائلة لن تنجح بدون غرفة عمليات.
لقد كان بالإمكان ابلاغ هذه الرؤية الى رئيس الحكومة مباشرة، وهو الذي يجيبني بالهاتف كلما طلبته، فقصدي هو تحسيس الناس بخطورة الوضع فيساهموا في نجاح الاجراءات ولا يعترضون عليها ويتفهمونها
حفظ الله تونس وشعبها.