بعد انقطاع عن التدوين على صفحته بموقع “فيسبوك” عاد نوفل سعيد شقيق الرئيس قيس سعيد بتدوينة نشرها أمس الإثنين باللغة الانقليزية تعثرت عبر أخطاء تركيبية ونحوية ولغوية، رجح العديد من المتابعين أنها موجهة إلى الخارج وتهديد للداخل.
وأمعن نوفل سعيد في تدوينته في تشويه المعارضة وتحميلها مسؤولية الفشل طيلة عقد من الزمن ،مشيرا إلى أنها لا يمكن أن تكون الجهة الفاعلة والموثوقة لتحقيق مستقبل أفضل للبلاد.
واتهم نوفل سعيد خصوم شقيقه الرئيس بعرقلة موعد الاستفتاء في 25 جويلية 2022.
وقال نوفل سعيد إن شقيقه يتقدم خصومه بخطوة شعبية غير مسبوقة متهما إياهم أنهم وراء غلاء الأسعار والتلاعب بالسلع الأساسية ووراء التسريبات المشوهة للرئيس وعائلته.
ونفى نوفل سعيد أن يكون أخوه الرئيس مهددا للحريات والحقوق ،مشيرا إلى أن ما يقال في هذا الصدد هو من قبيل الحملات التي يقوم بها الخصوم لتضخيم بعض الانتهاكات التي تقوم بها الشرطة.
و اعتبر نوفل سعيد أن الأهم الآن هو تجنب التصعيد مع اقتراب موعد الاستفتاء ،مشيرا إلى أن أي موقف آخر سيضر بتونس وبكل المنطقة.
و حذر نوفل سعيد من أن الحفاظ على خطاب معادٍ لشقيقه قيس سعيد واتخاذ خطوات في هذا الاتجاه سيؤدي بالتأكيد إلى تكثيف المواجهة مع شرائح كبيرة من التونسيين ويهدد استقرار وأمن البلاد ، وفتح الأبواب على مصراعيها أمام جحافل الإرهابيين والمهاجرين غير الشرعيين الذين سيتحطمون على الشواطئ الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
وأجمع جل المتابعين على أن تدوينة نوفل سعيد جاءت على إثر فشل مظاهرة أنصار شقيقه الرئيس في 8 ماي وتدني شعبيته واعتبرها بعضهم تهديدا للداخل واستنجادا بالخارج واستقواء به ضد المعارضة.
وفي تعليقه على تدوينة سعيد قال السياسي رضوان المصمودي: “الانقلاب على الديمقراطية هو أكبر تهديد وخطر على الاستقرار والحريات والازدهار في تونس. نعم، كانت ديمقراطيتنا الفتية ضعيفة ومعيبة، ولكنها لا تزال أفضل مليون مرة من الديكتاتورية أو حكم الرجل الواحد. دعونا نصلح ديمقراطيتنا الفتية ونجعلها أفضل وأقوى ، بدلا من تدميرها كما يفعل قيس سعيد حاليا”.
من جهته، كتب المدون والمحلل السياسي طارق العمراني “تدوينة نوفل سعيد التي كتبها باللغة الانقليزية بعد أن صام أشهرا طويلة على الكتابة تأتي في سياق الرد على تصريحات نجيب الشابي الأخيرة والتي اتهم من خلالها رئيس الدولة بالتحضير لحل الأحزاب وإيقاف شخصيات سياسية…نوفل سعيد أراد ان يمرر رسالة للخارج بأن هذه الادعاءات يراد منها ضرب صورة الرئيس دوليا وإخراجه في صورة الديكتاتور الذي ينحرف بالبلاد نحو أتون السلطوية والاستبداد وهذا مخالف للواقع حسب تعبير نوفل سعيد …كما انه لا يمكن أن نتجاهل التزامن بين فشل المسيرة الداعمة لمسار 25 جويلية وتدوينة شقيق الرئيس الذي أكد أن كل الاستطلاعات تؤكد شعبية الرئيس والدليل انه تمكن من احتواء الغضب الشعبي الناتج عن فقدان السلع الاساسية وغلاء الاسعار التي تقف وراءها الدولة العميقة حسب ما ورد في التدوينة ….اما بيت قصيد التدوينة فكانت خاتمتها التي دعا فيها إلى اإطاء الفرصة كاملة للرئيس حتى ينهي خارطة الطريق التي أعلن عنها ثم الحكم على مدى التزامه بتعهداته، فمحاولة اجهاض هذا المسار يمكن أن ينتهي بالفوضى التي ستجعل من تونس بؤرة حمراء لتصدير الإرهابيين وقوارب الموت نحو شواطئ أوروبا”.
وكتب المدون لسعد البوعزيزي: ” بعد غياب طويل عن التدوين شقيق سعيد نوفل سعيد يحذر في تدوينة له الغرب من الإرهاب و الهجرة غير الشرعية إذا ما عمت تونس الفوضى و عليهم ” الغرب ” أن يدعموا شقيقه ” التدوينة باللغة الانقليزية كدلالة أنها موجهة للغرب و ليست للشعب،تدوينة شقيق سعيد نوفل سعيد تعيد إلى أذهاننا كيف معمر القذافي حين قامت ضده الثورة الليبية حذر الصهاينة من الثورات العربية ّ و يؤكد لهم أن الثورة الليبية خطر على بني إسرائيل”.
من جهتها، كتبت الصحفية شهرزاد عكاشة :”تدوينة شقيق رئيس الجمهورية ” نوفل سعيد ” تحت عنوان سكت دهرا ونطق كفرا ” نكتشف من خلالها حجم اليأس الذي يحسون به و احساسهم باقتراب النهاية، تدوينة تعكس افكار رئيس الجمهورية وعائلته وشعارها ” سياسة الهروب الى الامام ” و ” انا وبعدي الرماد ” نيقول ان شعبية اخيه جارفة وليس لها بديل سياسي (ناسيا أن الشارع قد لفظه أمس)، يقول ان 25 جويلية هو الامل الاخير لإنقاذ تونس . اي كيفاش ؟ ايا سيدي لا فما حوار جدي لا فما نقاش لا فما احزاب ولا منظمات، لان شقيق رئيس الجمهورية يتهمكم كذلك بالمشاركة في العشرية السوداء (نسى أنه من مخرجاتها و حكم منها عامين و نصف) بمعنى طبق برنامج الرئيس ولا طير قرنك .ايه كي الاحزاب المساندة والمنظمات الوطنية ترفض املاءات وشروط الرئيس في الحوار المزعوم ؟ الجواب في آخر التدوينة : نحلوا الحدود للهجرة الغير شرعية ونهددوا بتحريك الارهابيين على الحدود مع شمال افريقيا والضفة الاخرى للمتوسط وادخال البلاد في الفوضى .تدوينة خطيرة تعكس رؤية مشتركة لرئيس الجمهورية وشقيقه لوضع البلاد وهي ” سياسة الارض المحرقة ” او ” انا وبعدي الخراب”.
وقال القيادي في حركة النهضة سامي الطريقي :”احتاج لقراءة ثانية و ثالثة متمعنة للتدوينة للقيام بالاستخلاصات الضرورية الا انه لفت نظري اشارته الى ان معارضة السيد الرئيس في المرحلة الحالية قد يضرب الاستقرار ويهدد السلم في المنطقة ويشجع الارهابيين و الهجرة غير الشرعية الى الضفة المقابلة من البحر الأبيض المتوسط “.
و أضاف الطريقي “أرحب بالتحاق الاخ نوفل سعيد برئيس البرلمان في استنتاجاته حين ذكر ان الانقلاب قد يهدد السلم الاجتماعي ويشجع الهجرة الغير الشرعية بناء على ان من نتائج ضرب الاستقرار و تازيم المشهد السياسي لا يؤدي الا لازمة اجتماعية خانقة قد تحبط الشباب اكثر فنشهد موجات هجرة غير شرعية .اتذكر الحملة التي قادتها ” النخبة الجديدة ” على رئيس البرلمان كاتهامه بتحريض الخارج والاستقواء بالاجنبي ،بمعايير تلك النخبة الجديدة فان تدوينة الاخ نوفل هي تحريض للخارج على ” النخبة القديمة ” واستقواء بالاجنبي لغض الطرف على عورات المنظومة الحالية ضمانا للاستقرار. ،اعتبر ان موقف الاخ نوفل سعيد اعترافا بان الاستقرار صار مهددا واننا امام ازمة سياسية خانقة وان الوضع ما بعد 25 دفع بنا الى مجهول يجتهد الاخ نوفل الى التقليل من اثاره بدعوة المعارضة الى” عدم المعارضة” ( افضل من دعوتها الى الحوار )”.
بدوره كتب الباحث في قسم اللغة والآداب العربية والحضارة بالجامعة التونسية سامي براهم :”بعد انقلاب 25 جويلية وجّه رئيس البرلمان خطابه لدول الغرب قائلا ما مفاده ” إذا لم تساندوا الديمقراطية في البلد ستغرقون في الإرهاب والهجرة السريّة “أمس يتوجّه شقيق الرئيس بنفس الخطاب لدول الغرب ” إذا لم تساندوا مسار 25 جويلية ستغرقون في الإرهاب والهجرة السريّة “طبعا الغرب يعرف بتجربته هل يترعرع الإرهاب والهجرة السرية في ظل الديمقراطية أو الدكتاتوربة.. بقى أن نعرف نحن ماذا نريد لبلدنا وماذا يريد لنا الآخرون”.
وكتبت السياسية والمحامية بشرى بلحاج حميدة في تعليق على صفحة نوفل سعيد :”هذا موجه للخارج و من بعد تحكيوا على المعارضة الي تتعامل مع الخارج”.