لا يكفي أن يتدنّى مستوى التعليم عندنا تدنّيا واضحا ، فلا المقرّرات و المناهج باتت تتضمّن الإفادة و حسن التكوين و التعلّم و لا أبدا توافق التطوّر الحاصل في كثير من الدّول ،،، و لا قابليّة التلميذ التي انعدمت بعدما غرست فيها السياسات التعليميّة المتعاقبة نظريّة ( هذه بضاعتكم رُدّت إليكم ) و لو بمختلف وسائل الغشّ و التحايل ، و لا كذلك غالبيّة عظمى من القائمين على التعليم ممّن باعوا ضمائرهم و استبدولوا رسالتهم السّامية في نشر العلم بعدّاد ( نهم ) لا شغل له من قبل و من بعد إلاّ لهف المال بلا شفقة بجيوب الأولياء و لا مراعاة للجانب البسيكو – تربوي و لا متطلّبات التمشّي البيداغوجي …
قلت لا يكفي كلّ هذه المعطيات الباعثة على الإحباط و المساعِدة على إنتاج جيل آخر يكمل تعليمه ليتخرّج بعقل ( أفرغ من فؤاد أمّ موسى ) لا يكاد يفقه من أمر شهادته شيئا ،، لا يكفي هذا حتّى ينتصب بعض أساتذة التعليم الثانوي المباشرين لتلاميذ الباكالوريا و في الموادّ ذات الضوارب المرتفعة ، ينتصب هؤلاء الأساتذة ليقيموا سوقا و بورصة تختصّ بمتاهات دروس التدارك لتزيد كابوسا جديدا على التلاميذ و أولياءهم و تفتح عليهم أبوابا أخرى من المشاكل المادّية و المعنويّة ،،،
و المؤسف أنّ بعض هؤلاء الأساتذة الذين عهد لهم الأولياء بفلذات أكبادهم و انتدبتهم الدّولة بمقابل محترم و يحتّم عليهم نبل وظيفتهم أن يكونوا مثالا كما بقيّة زملاءهم في التعفّف و أداء الرّسالة التربويّة على الوجه المطلوب ،إلاّ أنّ بعض هؤلاء المحسوبين على الإطار التربوي حادوا عن هذه المكارم لينخرطوا في (( مقاولات)) تربويّة فتحوا لها الشّقق و البيوت و حتّى – القاراجات – ليحوّلوها إلى مراكز عمل – للأسف تربوي – بتوقيت باهض الأثمان …
كما تستّروا أيضا وراء تعلّة ال25 في 100 ليستولوا على حقوق بيع صكوك النّجاح و يضيّقوا على منظوريهم بُغية الإستكتاب في مقولاتهم ، و إلاّ فإن (( التحطيم )) و الويل و الثّبور لكلّ تلميذ لم ينصع إلى هذه القاعدة – بيعة و شرية -التي فرضوها فرضا !!
أمام كلّ هذا التسيّب و الإنخرام الذي يقابله صمت عقيم من أولي الأمر و السلطات المختصّة لم يبق للتلاميذ إلاّ أن يتجرّعوا ( الغصرات ) و يتمزّقوا بين إمكانيات والديهم المهترئة أصلا و جشع هؤلاء التربويين الشاذّين …
و تبقى الباكالوريا غول ، غول بمقابل مادّي باهض جدا قد يتعدّى تصوّر كثير ممّن لم يجرّبوا و يعاينوا و يعايشوا ….