“الاستثمار لم يعد أولوية لتونس للأسف، والدولة سحبت يدها منه، ولم يبق الحل إذن سوى في القطاع الخاص، لكنه لا يمكن له التقدّم لولا التخفيف من الضغط الجبائي والبيروقراطية” هذا ما أكّده أصلان بن رجب محامي الأعمال وعضو المكتب التنفيذي لمنظمة كوناكت اليوم 25 مارس 2021.
واعتبر بن رجب أنّ الإرادة السياسية هي أساس النجاح، مسنكرا أن تكون لتونس مجلة استثمار، قائلا: “عدا تونس، هل يملك أي بلد مجلة للاستثمار؟ ومجلة الاستثمار لو لم تكن موجودة لكان أفضل!”.
وأوضح بن رجب أنّ هناك ضغوطات من جانب إدارة الجباية تضاف إلى الإرادة السياسية جعلت الاستثمار يتراجع، قائلا: “يمكن أن نكون أول بلد إفريقي يمكّن من تكوين شركة من ألفها إلى يائها رقميا.. لكن الإدارات لم تتأقلم كليّا مع مبدأ الرقمنة، مع أنّ البنية تحتية للرقمنة في تونس ليست سيئة، وما يحدث هو وجود قوة مقاومة للوراء” وفق رأيه.
وأبرز بن رجب أنّ تونس غير موجودة ضمن العشر دول الأكثر نموا في إفريقيا، مشيرا إلى أنّ الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تحقّقت حين لم يكن هناك قانون من الأساس.. وبعد المصادقة على القانون، زادت التعطيلات، والإرادة السياسية أقوى من القوانين وفق قوله.
وبيّن بن رجب لدى حضوره ببرنامج إيكوماغ أنّ البنك العالمي دقّق الترسانة القانونية في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، واعتبر أنها تحسنت، بل من أحسن القوانين في العالم حسب وصفه.
وتساءل بن رجب: “بعدم الاستقرار السياسي والقانوني والجبائي.. هل يمكن بكل هذا أن أثق في البلاد كمستثمر؟ أثق في دولة لا تدفع لمن تعاقدوا معها في إطار صفقات عمومية؟”.
فرنسا.. الصين.. الولايات المتحدة.. أي علاقة بتونس؟
وقال بن رجب إنّ دول مثل فرنسا مثلا لها مصلحة اقتصادية في تونس وهي تؤثر على الحكومات والانتخابات.. رفم أنّ فرنسا على المستوى العالمي بدأت بالتقهقر على مستوى الاستثمار والتكنولوجيا وحتى على مستوى الإنتاج الفرنسي واللغة.
وقال بن رجب إنّ تأخر فرنسا جعل بلدانا أخرى تتقدم.. وعديد الدول تأثرت بمقاربات اقتصادية أخرى مثل الصين.. مضيفا: “دور فرنسا مهم في تونس لكنه ليس أساسيا بل دور الولايات المتحدة أكبر”.
واعتبر بن رجب أنّ الثقافة الصينية خاصة جدا وليس من السهل التعامل معها في تونس، لتموقع بلدان آخرين قبلها أوّلا، ولثقافتها للاستثمار الخاصة، والصين موجودة في تونس حاليا بالأكاديمية الدبلوماسية ومستشفى صفاقس، والوجود الصيني موجود لكنه غير كاف” وفق قوله.
ولاحظ بن رجب أنّ سياسة الدولة التونسية في الخارج مغيّبة في السنوات الأخيرة، وإشعاعنا الدبلوماسي مفقود “وقد كانت تونس من بين أقوى الدول في العالم التي تملك “القوة الناعمة”، لكنها لم تعد كذلك للأسف، إذ لم يعد بإمكاننا الخروج للسوق الدولية” وفق وصفه.
وبخصوص ترقيم “دوينغ بيزنس” قال بن رجب إنه سيقع تأخيره لأن دولا أخرى لم تعط أرقاما صحيحة، ولن يشهد ترقيمه تحسنا كبيرا في علاقة بتونس وفق تصوره.
اكسبراس اف ام