هددت دولة الإمارات الجزائر في رسائل بسبب انتقادات الرئيس عبد المجيد تبون تطبيع أبوظبي مع إسرائيل، ولتقاربه مع أنقرة، وتحديداً في الملف الليبي.
وكشف الموقع الفرنسي “مغرب انتليجنس” في أحدث تقرير نشره على موقعه الإلكتروني أن أبوظبي تتحرك ضد الجزائر، وتعمل على ممارسة ضغوط على قيادتها بسبب عدد من المواقف لم ترض ساسة الإمارات.
و أوضح الموقع أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد أرسل تهديداً مباشراً لنظيره الجزائري، وحمل الرسالة الملحق العسكري الجزائري السابق في أبو ظبي والرئيس الحالي للمديرية العامة للأمن الداخلي، الفرع الرئيسي للخدمات الجزائرية، وفق التسريبات.
وتلخصت رسالة حاكم الإمارات الفعلي للقيادة الجزائرية في أن أبو ظبي لن تتردد لثانية واحدة في تبني عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الجزائر إذا استمرت السلطات في التحرك خارج سرب توجهات الدولة الخليجية. كما هددت أبو ظبي الجزائر بمراجعة تعاونها الاقتصادي والثنائي بشكل كامل.
هذا وقال الرئيس الجزائري في انتقاده لتطبيع دول مع إسرائيل إن بلاده “لن تشارك ولن تبارك الهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل مضيفا: “أنا أرى أن هناك نوعا من الهرولة نحو التطبيع ونحن لن نشارك فيها ولن نباركها، والقضية الفلسطينية عندنا تبقى مقدسة بالنسبة إلينا وللشعب الجزائري برمته”.
وسخر المحلل السياسي الجزائري عبد الله الرافعي من تهديد الإمارات للجزائر وقال “دويلة مجهرية” كالإمارات تقدم على تهديد “جزائر الشهداء”.
و رأى الرافعي أن الإمارات تريد تكرار تجربة مصر بطريقة أو أخرى في الجزائر قائلا: “الإمارات تهدف إلى تمصير الجزائر وجعل الجيش الجزائري مجرد مليشيا قائدها الحقيقي في أبو ظبي”.
من جهتها قالت لويزة حنون، زعيمة حزب العمال في الجزائر، إن “الإمارات كانت ألد أعداء الحراك الجزائري ، إذ حاولت بكل الطرق زعزعة المشهد السياسي خلال فترة المظاهرات في الشارع”، مضيفة “رأينا تدخلاً مباشراً للإمارات في الشأن الداخلي للجزائر، وقد رد الحراك بقوة على هذه المحاولات، من خلال أعلام وهتافات قصفت مساعي هذه الدولة للتأثير على الشارع الجزائري”.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر عبدالمالك غالي، إن “الإمارات بدأت التدخل في الشأن الجزائري مباشرة بعد خروج أصوات لإسقاط العهدة الخامسة، وذلك قبل استقالة الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة”. موضحا أن “الإعلام الإماراتي ممثلاً في قناتي “العربية” و”سكاي نيوز”، كانتا تستميتان لبقاء عبدالعزيز بوتفليقة، بل وذكرتا الحراك بـ”الشر”، وحاولتا نقل صور معاكسة تماماً لسلمية المسيرات، واستغلال زوايا أحداث معزولة اعتبرتها فوضى وخروجاً عن السيطرة”.
هذا وما يزال الغموض يلف حول مصير الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بعد نقله بصفة طارئة منذ أكثر من شهر إلى ألمانيا بعد الإعلان عن مرضه بفيروس كورونا.
و بات الوضع الصحي للرئيس الجزائري محل اهتمام شعبي غير مسبوق، مع مخاوف من تكرار سيناريو الرئيس السابق عبد العزيز وتفليقة .
وأمام صمت السلطات الجزائرية حول مصير تبون أطلق جزائريون في الأيام الأخيرة هاشتاق “#أين_الرئيس؟” عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، للمطالبة بمعرفة حقيقة الوضع الصحي لرئيسهم، وسط انتشار كبير للشائعات وصلت لحد الشك في وفاته أو عزله.
الصدى + وكالات