في كل سقطة اتصالية لرئيس الجمهورية قيس سعيد تتجه الأنظار دائما إلى مديرة الديوان الرئاسي نادي عكاشة. هذه الشخصية المثيرة للجدل والغامضة التي لم يعرف عنها نشاط سياسي سواء قبل الثورة أو بعدها.
فالعديد من الفاعلين السياسيين في تونس ينظرون بتوجس إلى دور نادية عكاشة المتنامي في قصر قرطاج وكذلك في المشهد السياسي.
وتثير نادية عكاشة، جدلا حادا منذ توليها منصب مدير ديوان رئيس الجمهورية. ومنذ قرّرت الخروج عن إطار الدور الإداري الذي تم تعيينها فيه، إلى لعب أدوار سياسية أبقتها على الواجهة بالرغم من ندرة حضورها إعلاميا.
نادية عكاشة.. اللغز
تُعدّ نادية عكاشة الإسم الأكثر تداولا على لسان خصوم سعيد، حيث يتهمونها بكونها توجه خيارات الرئيس، في حين يتهمها البعض الآخر بأنها حاكمة قرطاج الفعلية. تولت عكاشة رئاسة قسم القانون في الجامعة الدولية الخاصة بتونس بين 2017 و2019، وعملت أستاذة مساعدة في كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، وخبيرةً قانونية معتمدة لدى بمؤسسة كونراد أديناور، وعملت مستشارةً لدى البعثة البعثة الأوروبية لتقييم الانتخابات في ليبيا. في
تم تعيينها في جانفي 2020 مديرة الديوان الرئاسي خلفا لطارق بالطيب.
تظهر هويتها السياسية التي تبين أنها محسوبة على اليسار انطلاقا من تجربتها الجامعية قبل أن تصبح أستاذة جامعية مختصة في القانون العام بكلية الحقوق والعلوم السّياسية بتونس.
يعرف عنها قليلة الظهور إعلاميا، لن تجد لقاء يذكر للمرأة بخلاف مرور يتيم بالإذاعة الوطنية بتاريخ 26 جويلية 2017 .
ملاحقة قضائيا
تلاحق نادية عكاشة قضائيا منى كريّم مستشارة رئيس البرلمان السابق محمد الناصر بتهمة سرقة معطيات من مذكّرة رسالتها للماجستير واتهمتها وقتها باستغلال نفوذها قبل أن تصبح هي صاحبة النفوذ باعتلائها أبرز مركز في مؤسسة رئاسة الجمهورية.
شاركت نادية عكاشة في أنشطة تمولها منظمة “فريدم هاوس” بمداخلة في ندوة “الشباب والانتقال الديمقراطي” بتنظيم من جمعية التثقيف الشبابي يوم 25 مارس 2011.
كما أن نادية عكاشة كانت تؤكد دائما خلال مداخلاتها بأن “الشعب صاحب السيادة .. وله السيادة المطلقة..”، قبل أن يتحول هذا المفهوم الى شعار مشهور رفعه قيس سعيد ” الشعب يريد”.
الوصول الى السلطة
تم ترشيح نادية عكاشة لمنصب رئيسة حكومة من قبل اتحاد طلبة تونس ، حيث كانت عكاشة ناشطة صلبه في فترة الدراسة الجامعية.
يعرف عنها معارضتها لمشروع قانون تحصين الثورة معتبرة أنه قانون يهدف الى الانتقام والإقصاء في تصريح لـ “وات” على هامش مشاركتها بوصفها خبيرة قانونية في ندوة نظمها حزب نداء تونس بتاريخ 13 ماي 2013.
أخطاء نادية عكاشة
توسعت دائرة المحتجين عن تدخل عكاشة في كل الملفات وتحولها من مديرة للديوان الرئاسي إلى ظل محاصر لقيس سعيد في كل تحركاته ولقاءاته.
وحسب ما تناقلته الكواليس فإن بعض الشخصيات السياسية رفضت التواصل مع عكاشة ورفضت أيضا حضورها أثناء اجتماعات الرئيس مع بعض من ضيوفه بقصر قرطاج.
ترافق الرئيس كظلّه وتشغل أهم منصب برئاسة الجمهورية، فهل جنت نادية عكاشة على الرئيس؟