تسود توترات في إقليمين أوكرانيين انفصاليين، وسط دعوات للسكان المدنيين للمغادرة إلى روسيا، في وقت يتهم فيه الغرب روسيا بالتجهز لغزو الأراضي الأوكرانية، وسط نفي قاطع من موسكو.
و أفادت وكالة “رويترز” للأنباء بأن صافرات الإنذار دوت، اليوم الجمعة، وسط إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا.
و قال مصدر دبلوماسي لوكالة “رويترز” إن الاشتباكات التي وقعت في شرق أوكرانيا أمس الخميس كانت الأكبر منذ 2015، في نزاع مطول بين انفصاليين تدعمهم روسيا و الجيش الأوكراني.
وأضاف المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن هويته أن مراقبين من منظمة “الأمن والتعاون” الأوروبية سجلوا بالفعل 80 انتهاكاً لوقف إطلاق النار عبر الخط الفاصل بين الجانبين حتى صباح اليوم الجمعة.
وأعلن دينيس بوشيلين، زعيم الانفصاليين المدعومين من روسيا في دونيتسك، شرق أوكرانيا، عن البدء بإجلاء كافة السكان المدنيين إلى روسيا.
وقال بوشيلين، في فيديو مصور نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ روسيا وافقت على توفير أماكن للأشخاص المغادرين وإنه ينبغي إعطاء الأولوية للنساء والأطفال وكبار السن.
و صرح الكرملين ،اليوم الجمعة، أن المواجهات المسلحة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين للروس في شرق أوكرانيا “مقلقة جداً” في خضم الأزمة بين روسيا والدولة الغربية.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: “ما يجري في دونباس مقلق جداً وقد يصبح خطراً”.
من جهته طالب بوتين أوكرانيا بإجراء مفاوضات مع انفصاليين تدعمهم موسكو في شرق أوكرانيا، داعياً إلى تنفيذ عملية مينسك للسلام.
وأضاف أنّ روسيا جاهزة لانتهاج مسار التفاوض مع حلف شمال الأطلسي بخصوص مطالبها الأمنية “لكن الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة وواشنطن ليسا على استعداد بعد لتبديد مخاوف موسكو الأمنية”، على حد قوله.
من جهته قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن روسيا تنتهك اتفاقات وقف إطلاق النار بموجب اتفاقات مينسك، وذلك بعدما اتهمت كييف في وقت سابق الانفصاليين المدعومين من موسكو بقصف قرية.
و جدد حلف الناتو تحذيره من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، في حين اتهمت ألمانيا موسكو بتعريض أمن أوروبا للخطر بمطالبها التي تعود إلى أيام الحرب الباردة.
من جهته قال الجيش الأوكراني في بيان إنه سجل 60 خرقا لوقف إطلاق النار من قبل القوات الروسية خلال الساعات الـ 24 الماضية، وإن 38 منها تمت باستخدام أسلحة محظورة وفقا لاتفاقية مينسك، مما أسفر عن إصابات بين المدنيين.
وأقر قائد القوات المسلحة فاليري زالوجني بوجود خطط لإجلاء المدنيين من المناطق التي يحتلها الانفصاليون الموالون لموسكو، لاسيما في دونتيسك، وذلك خوفا عليهم من إبادة محتملة.
وشدد زالوجني في بيان على أن قواته متمسكة باتفاقية مينسك وبالقانون الإنساني الدولي، ولا تخطط للقيام بأي هجوم، وجميع خططها ذات طابع دفاعي.
و أعلنت كييف أن “لا نية لديها” بمهاجمة مناطق انفصالية في شرق أوكرانيا أو شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بحسب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف.
و قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، إن روسيا حشدت نحو 149 ألف جندي قرب أوكرانيا ومن المتوقع وصول عدة آلاف آخرين في المستقبل القريب.
وأضاف: “أجهزة المخابرات لدينا تتوقع كل خطوة يمكن أن تشكل تهديداً محتملاً لأوكرانيا. تقديراتنا تشير إلى أن احتمال حدوث تصعيد على نطاق واسع منخفض”.
من جهتها أعلنت روسيا ،اليوم،الجمعة ،سحب دبابات قرب الحدود مع أوكرانيا، فضلاً عن قاذفات من شبه جزيرة القرم، لتعود إلى ثكناتها، على وقع مخاوف غربية من هجوم على أوكرانيا.
وكالات