اجتماع النقابات الأمنية المعروفة بحنينها لزمن ماقبل الثورة بمدينة سوسة هذا اليوم مؤشر خطير جدا على أن تونس تعيش أجواء انقلابية مالم يمنع الجيش الوطني حدوث المكروه … ومالم يضع الشارع التونسي حدا لتطورات ومؤامرات خطيرة .
دعونا نتحدث بصراحة وشفافية فتردد النهضة في موضوع المحاسبة وعدم أخذ الأمور بجدية وصرامة في السنة الأولى وتسامحها مع الجلادين والمتورطين في جرائم التعذيب , ساهم في تجريئ رموز الدولة العميقة عليها , وهو ماأفسح لبعض الفاسدين بالمؤسسة الأمنية كي يعيدوا تنظيم الصفوف ويدفعوا بالمسار الأمني والسياسي للبلاد نحو عنق الأزمة …
أخطاء ارتكبت في مصر وأعيد انتاجها في تونس , والمشكلة تكمن في عدم ادراك الاسلاميين لمتطلبات الحكم …( تسامح أخلاقي مفرط مع رموز الجريمة والفساد وفهم خاطئ لمناط وظروف حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ” اذهبوا فأنتم الطلقاء” …)
نجح أردوغان في تجربة الحكم بتركيا لأنه حاسب العسكريين الذين أجهضوا المسار الانتخابي في مناسبات عدة , وتم فتح تحقيق في قضايا من هذا القبيل يعود بعضها الى الستينات والثمانينات …, وبالمقابل اتجهت الدولة للبناء والتشييد على مختلف الأصعدة , والنتيجة ان تركيا اليوم تحتل مكانة واحد من أقوى عشرين اقتصادا دوليا , زد على ذلك مكانتها العلمية والتقنية والعسكرية والاقليمية المعروفة لدى الجميع …
آسف أن أقول بأن الأيادي المرتعشة لاتصنع التاريخ , برغم يقيني بأن حركة النهضة هي الأقرب الى التعبير عن طموحاتي الفكرية والثقافية وهي المعبرة عن المزاوجة المطلوبة بين الاسلام والحداثة والديمقراطية …
نعم نحن في مواجهة دولة أخطبوطية عميقة وتآمر خارجي , ولكن بالمقابل على النهضة أن تفهم بأن اقصاءها لكثير من الغيورين عليها وعدم اصغاءها للنصح في مرات كثيرة أسهم في ماوصلنا اليه …
رغم ذلك أصلي متبتلا الى الله تعالى بأن تنتصر ارادة الشعب في النهاية على طابور خامس وقوى ركبت سفينة الخيانة وأمعنت في اثخان مسار ثوري حالم ومشروع بالجراح …
حفظ الله تونس من كيد الكائدين …
مرسل الكسيبي – 26 أكتوبر 2013