بدأ الحديث منذ الأسبوع الثاني لشهر فيفري الجاري عن انحسار فيروس “كورونا” وتراجع عدد الإصابات والوفيات جراءه في كلّ أنحاء العالم، وذلك رغم ما تحمله أنباء السلالات المتفرعة عن المتحور “أوميكرون”.
وتشير بيانات عالمية عدة إلى أن “حقبة قيود كورونا” تسير سريعاً إلى خط النهاية دون أن يعني ذلك أن الجائحة انتهت تماماً، فمع تسجيل 2.52 مليون إصابة يومياً في العالم، يتراجع المؤشر بوضوح للأسبوع الثاني على التوالي بنسبة 17% مقارنةً مع الأسبوع الماضي، بعد 15 أسبوعا من الارتفاع.
وكانت البشرى الأولى أعلنتها منظمة الصحة العالمية يوم 23 جانفي 2022، حيث أنّه رغم تأكيده على ضرورة الحذر من واقع تغير الفيروس، قال مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية “هانس كلوغه” إن المتحور “أوميكرون” أطلق مرحلة جديدة من وباء فيروس “كورونا” في المنطقة وقد يقرب الأزمة الصحية من النهاية، لكن كلوغه نبه إلى أن “أوميكرون” قد يصيب 60% من الأوروبيين بحلول مارس.
ترقب حذر
وقال كلوغه لوكالة الأنباء الفرنسية “حين تهدأ موجة “أوميكرون”، ستكون هناك مناعة جماعية مدى أسابيع وأشهر، إما بفضل اللقاح وإما لأن الناس ستكون لديهم مناعة بسبب الإصابة وكذلك تراجع بسبب الموسم”.
من جانبه، قال “تيدروس أدهانوم غيبرييسوس” المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الجمعة 11 فيفري 2022، إن “المرحلة الحادة” من الجائحة تنتهي خلال السنة الحالية في حال تلقيح 70% من سكان العالم.
وانخفض معدل الإصابات بفيروس “كورونا” في العالم الأسبوع المنقضي، لأول مرة منذ نوفمبر، حيث تم تأكيد نحو 18 مليون إصابة في العالم، وهو أقل بـ 4 ملايين عن الأسبوع السابق، في بشرى زفتها إحصاءات وكالة “تاس” الروسية.
ودل تحليل الإحصاءات على أن وتيرة انتشار العدوى انخفضت بشكل حاد في البلدان التي حدثت فيها الذروة الدورية في بداية العام بسبب متحور “أوميكرون”، حسب “روسيا اليوم”.
وفي الولايات المتحدة، انخفض معدل الإصابات مقارنة بمنتصف شهر جانفي الماضي، عندما تم اكتشاف أكثر من 900 ألف حالة جديدة يومياً، بنحو خمسة أضعاف، وفي الأسبوع الماضي وحده، كانت نسبة الانخفاض 70%.
وانخفضت معدلات الإصابة في جميع دول أوروبا الغربية تقريباً، على سبيل المثال في فرنسا وبريطانيا، انخفض عدد المصابين إلى النصف تقريباً خلال أربعة أسابيع، إلى 140 ألفاً و50 ألف إصابة يومياً، وفي إيطاليا وإسبانيا – ثلاث مرات، إلى 65 ألفاً.
وبين الدول الآسيوية، سجلت الهند انخفاضاً سريعاً، فبنهاية شهر جانفي تم تسجيل ما يقرب من 350 ألف إصابة يومياً هناك، أما الآن فقد بلغ العدد نحو 50 ألفاً، وفي الفلبين، انخفض معدل الإصابة ست مرات في الأسابيع الأخيرة.
أما في أمريكا اللاتينية، فكانت أكبر انخفاضات في معدلات الإصابة في الأرجنتين، حيث تراجعت بمقدار ستة أضعاف منذ جانفي، وكذلك في بيرو وكولومبيا، حيث تراجعت خمس وأربع مرات على التوالي.
وأول أمس الأحد، قال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي، إن المنحنى الوبائي لفيروس “كورونا” في المملكة تمت السيطرة عليه، كما أن هناك انخفاضاً في الإصابات اليومية والحالات الحرجة، مؤكداً أن الجائحة لم تنته، وهناك دول استطاعت أن تتجاوز هذه المرحلة بنجاح.
وقالت صحيفة “توي تري” الفيتنامية إن سلطات الطيران في البلاد سترفع القيود المفروضة على عدد الرحلات الجوية، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، وسيعتمد العدد الفعلي للرحلات على القواعد في دول أخرى وطلب السوق.
وذكرت وكالة “بلومبرج”، أول أمس الأحد، أنه على الرغم من أن عدد الرحلات سيعود إلى مستويات ما قبل الجائحة، مازال الركاب يخضعون للقواعد الحالية لكوفيد-19، لدخول البلاد، حسب التقرير، نقلاً عن “دينه فيت سون”، نائب مدير إدارة الطيران المدني في فيتنام.
أما تونس فأعلنت فيها وزارة الصحة عن شروط قبول الوافدين على البلاد التونسية عبر المعابر الحدودية بداية من اليوم الثلاثاء 15 فيفري 2022، وذلك أمام تحسن الوضع الوبائي العالمي والوطني المتعلق بجائحة كوفيد ـ19، وتحسن مؤشرات الوضع الصحي بتونس وتقلص عدد الإصابات.
وقد تقرر، وفق بلاغ صادر مساء أمس الاثنين عن وزارة الصحة، بالنسبة للوافدين الذين استكملوا التلقيح، إعفاء الوافدين على البلاد التونسية الذين تتجاوز أعمارهم 18 سنة، والذين استكملوا التلقيح، من إجبارية الاستظهار بالتحاليل المخبرية، شريطة الإدلاء بشهادة تثبت استكمال التلقيح أو جواز التلقيح.
أما بالنسبة إلى الوافدين الذين لم يستكملوا التلقيح، وتتجاوز أعمارهم 6 سنوات، فيجب عليهم الاستظهار بشهادة تثبت النتيجة السلبية لتحليل مخبري (PCR)، على ألا يتجاوز تاريخ إجراء التحليل 48 ساعة أو نتيجة سلبية لتحليل سريع (TDR-Ag) لم يتجاوز 24 ساعة عند التسجيل للسفر.
وبالنسبة إلى جميع الوافدين، أعلنت الوزارة عن إمكانية تحليل سريع (TDR-Ag) أو (PCR) للذين تتجاوز اعمارهم 6 سنوات، للتقصي من فيروس سارس كوف-2 بصفة عشوائية حال الوصول إلى البلاد التونسية، وفي صورة إيجابية التحليل يتم اخضاع الوافد المعني للحجر الصحي الذاتي لمدة خمسة (5) ايام، وفي صورة ظهور أو تواصل الأعراض يتم تمديد الحجر الصحي الذاتي إلى سبعة (7) أيام.
ونص بلاغ الوزارة على إجبارية قيام المسافرين القادمين إلى البلاد التونسية بتعمير الخانات المضمنة بالموقع الالكتروني http//app.e7mi.tn والاستظهار بها لدى الشركات الناقلة عند التسجيل ولدى المصالح الصحية عند الوصول، مع الالتزام بالإجراءات الصحية المعمول بها بالبلاد التونسية.
وبالنسبة إلى الوافدين بغرض التداوي، أكدت الوزارة، إضافة إلى جملة هذه الاجراءات، على ضرورة الحصول على ترخيص مسبق من طرف المصالح المختصة بوزارة الصحة التونسية، مع عدم قبول مرضى كوفيد 19.
قافلة الحرية تحتج
توجهت قوافل معارضة للتلقيح تطلق على نفسها “قوافل الحرية”، وتستلهم التحرك الذي يشلّ العاصمة الفدرالية الكندية أوتاوا، نهاية الأسبوع الماضي إلى باريس قادمة من جميع أنحاء فرنسا، وأحصت الشرطة مساء الجمعة 3 آلاف مركبة و5 آلاف متظاهر في محيط باريس، غير أنهم لم يتوجهوا جميعهم إلى العاصمة.
وأمس استعدت مئات الآليات -ومنها القادمة من فرنسا- إلى بروكسل للاحتجاج على المستوى الأوروبي على شهادة التلقيح ضد كوفيد-19 غداة محاولة أولى في باريس، وذلك رغم الحظر والدعوات الحكومية بعدم القدوم إلى العاصمة البلجيكية.
وذكّرت السلطات البلجيكية أحد المشاركين في هذه القوافل -التي تسمى “قوافل الحرية”- بأن التظاهر في العاصمة الاثنين محظور، غير أن ذلك لم يمنع نحو 1300 آلية -حسب الشرطة الفرنسية- من التوقف مساء أمس قرب مدينة ليل على مقربة من الحدود بين البلدين.
وفي كندا، حيث ولدت هذه الحركة التي ألهمت احتجاجات في عدد من البلدان، تمكنت الشرطة أول أمس الأحد من إجلاء المتظاهرين الذين كانوا يغلقون منذ أسبوع جسر أمباسادور (المحور الحدودي الرئيسي بين كندا والولايات المتحدة) في حين تستمر التعبئة في كل أنحاء البلاد، لا سيما أوتاوا.
وانتقلت عدوى هذه الاحتجاجات إلى مدن كندية رئيسية أخرى مثل “مونتريال” التي يستعدّ رافضو التدابير الصحية لإغلاق شوارعها بسياراتهم وشاحناتهم، كما وصلت شرارة هذه التحركات إلى أماكن أخرى من العالم.