في مثل هذا اليوم 3 مارس من سنة 1924 م سقطت الخلافة الإسلامية بعد مخطط محكم من حلف مسيحي -يهودي بدأ بإقامة المؤتمر الصهيوني الأول سنة 1897 م بسويسرا برئاسة ثيودور هرتزل رئيس الجمعية الصهيونية،وتم الاتفاق فيه على تأسيس وطن قومي لليهود يكون مقرًا لأبناء عقيدتهم
وأصر هرتزل على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي لهم …ولتحقيق ذلك اتصل بالسلطان عبد الحميد مرارًا ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين….فحاولوا معه تارة بسياسة الترهيب تمثلت في حملات الدعاية السيئة ضده وتشويه صورته في الصحف الأوروبية والأمريكية وتارة بسياسة الترغيب مثل إهدائه الهدايا النفيسة جدا ومثل اقتراح إقراض الخزينة العثمانية أموالا طائلة
فكان رده المشرف لتاريخه ولأمته وللخلافة الإسلامية : ((إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع وربما إذا تفتت إمبراطوريتي يوما، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل))، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين
وأمام رفض السلطان عبدالحميد أبعد بالقوة عن العرش سنة 1909م بتهمة الرجعية
وكان لا بد للحلف المسيحي – اليهودي من إحداث فوضى في العالم لتحقيق حلمهم التاريخي في احتلال فلسطين والقضاء على الإسلام فأوقدوا الحرب العالمية الأولى سنة 1914 م وفي ظلها حصلت أحداث هامة لصالحهم…
الحدث الأول قيام ما يسمى بالثورة العربية الكبرى بقيادة الغبي الشريف حسين بن علي سنة 1916 م بدعم من بريطانيا ضد الدولة العثمانية لانفصال العرب عنها وتفتيت وحدة الأمة الاسلاميةوتلاها تفسيم الاراضي العربية عن طريق معاهدة سايكس ـ بيكو
وفي ظل هذا التقسيم جاء وعد بلفور في 1917 م لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين تحت شعار ” أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ”
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في 11 نوفمبر 1918م وفي مؤتمر باريس للسلام الذي أقيم في 18 -1- 1919م وقع الخائن الامير فيصل بن الشريف حسين اتفاقية مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية يعطي بها لليهود تسهيلات في إنشاء وطن في فلسطين والإقرار بوعد بلفور.
وبدأ عملاء الصهاينة والغرب يروجون في الأمة الإسلامية فكرة فصل الدين عن الدولة لمحاربة الإسلام وفصله عن حياة المسلمين إلى أن جاء كمال اتاتورك فوقف ليقول وهو يفتتح جلسة البرلمان التركي عام 1923 م: “نحن الآن في القرن العشرين لا نستطيع أن نسير وراء كتاب تشريع يبحث عن التين والزيتون)
وفي 3 مارس1924م ألغى مصطفى كمال الخلافة العثمانية،وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة علمانية ونزع حجاب المرأة المسلمة بالقوة وألغى كل مظاهر الإسلام واللغة العربية
وسرت طيلة القرن العشرين في العالم الإسلامي الكبير فكرة مشوشة باهتة عن صلة الإسلام بالحياة و باتت المحاولات والمخططات تتمادى بقوة لإنهاء الإسلام من حياة المسلمين وتعويضه بنظام الماسونية العالمية التي انخرط فيه الرؤساء والملوك العرب و الذين بدورهم جندوا جنودهم ممن يقال لهم العلمانيون والحداثيون والليبيراليون وغيرهم وأخذوا على عاتقهم عبر المجال الإعلامي والثقافي والإقتصادي والتعليمي تحريف أحكام الله ونصرة هذا النظام العالمي الفاسد والذي يقوم على الاضطهاد الاقتصادي بواسطة المؤسسات المالية العالمية التي يديرها الصهاينة والغرب مثل صندوق النقد الدولي القائم على المعاملات الربوية الظالمة كما يقوم هذا النظام العالمي على الاضطهاد الفكري والعقائدي ومحاربة الدين ونشر كل الفواحش والشذوذ باتفاقيات دولية خاضعة لما يسمى المنظومة الكونية لحقوق الإنسان .
واليوم وبعد قيام الثورات العربية و إسقاط بعض الحكام الخونة في الأمة في انتظار سقوط الباقي منهم هل ستعود خلافتنا الإسلامية التي بها سيعاد مجد الأمة وهويتها وثرواتها وعلومها ؟وهل ستغربل ثورات الأمة كل عملاء الصهيونية العالمية الذين أعانوا أسيادهم على محاربة هوية الأمة و نهب ثرواتها ويظهر شرفاء يطالبون بقيام الدولة الإسلامية كما يطالب الكيان الصهيوني اليوم بالاعتراف بيهودية ما يسمى دولة إسرائيل كشرط أول وأخير للتوقيع على السلام النهائي ؟