لقد كان التعويل على رئيس الجمهورية المنتخب بأغلبية شعبية لأكثر من ثلاث ملايين صوت التي هي بحد ذاتها أغلبية سياسية …وقد قدم الرئيس المنتخب وعود تنظيرية قدمت هامش أمل للشعب وتماهى للشعب الفاقد للثقة من الطبقة السياسية جمعاء أن الرئيس المنتخب هو قارب النجاة الأوحد له وتعال سقف الآمال وتناسى الجميع الصلوحيات الموجودة والموضوعة بالدستور ألا وهي تقاسم السلط بين الرئاسات الثلاث والحلقة الأضعف هي السلط المقدمة لرئيس الجمهورية…وهنا مربط الفرس…
“كيف لمن نال الأغلبية الانتخابية هو بنفس الوقت الأضعف سلطة…” وبدأت رحلة الحرب البادرة وحرب الوجود:
– رئاسة الجمهورية تريد نيل أغلبية السلط لتلبية آمال الشعب
– رئاسة البرلمان تبحث على الأغلبية الإنتخابية رغم أغلبيتها في السلط
-رئاسة الحكومة تبحث لها عن وجود وتأسيس لنفسها كيان سياسي رغم أغلبية سلطتها فأصبحت تترنح بين الإقتراب لرئاسة الجمهورية أو لرئاسة النواب والفيصل هنا متوقف على “شخصية رئيس الحكومة” وكياناته السياسية الداعمة.
يعني الملخص الجميع يبحث عن اكتساح الميدان ويفرض وجوده بشروطه وقوانينه…هي حرب باردة…لكن هل يوجد فيها المصلحة الوطنية ؟
*رئاسة الجمهورية تريد نيل الثقة الإنتخابية ونيل الأغلبية في الصلوحيات والنفوذ للإيفاء بالوعود لكن النقطة السلبية هي أنها غاب عنها آليات التنفيذ وغاب عنها البرنامج والرؤية فهي تملك فقط تنظيرات.
*رئاسة البرلمان فاقدة للأغلبية مع فقدانها لبرنامج وآليات تنفيذ وانصهرت في خصوماتها الإيديولوجية.
*رئاسة الحكومة تبحث لها عن توازن سياسي ووجودي وطبعا بغياب برنامج ورؤية وآليات تنفيذ …
وبغباء الطبقة السياسية قدمت هدية لا ترد وهي تكوين حكومة الرئيس أو الرئيس يختار الشخصية المستقلة، فكيف ترد هذه الفرصة الذهبية في الحرب الباردة…ومنها إنطلقت رحلة الحكومات بشخصية يختارها سيادة رئيس الجمهورية. ورغم فشل التجربة الأولى رغم أهميتها، أعيدت للمرة الثانية، وأعيدت للمرة الثالثة وهنا لابد من تغيير المنهجية…
منها كان الحديث والفكرة بحكومة مستقلة تتوارث الأغلبية الشعبية لرئاسة الجمهورية وتصنع لنفسها برنامج وآليات عمل وتستقل بنفسها وتستقل عن مجلس نواب الشعب الذي يبقى يحافظ فقط على سلطته التشريعية أو يعتبر فقط “مجلس تشريعي”.
وتتواصل الحرب الباردة أو حرب النفوذ…
حاليا ماهي الحلول… التي لابد أن تنبني على المحافظة على المسار الديمقراطي ومؤسسات الدولة والمسار السياسي وجميع الحلول لابد ان تنصهر في هذا التمشي:
1. رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس نواب الشعب تدعوا الطبقة السياسية لتجتمع وتتوافق على برنامج إنقاذ وطني مع الرئيس الحكومة بعد إعادة عرض حكومته على إعادة نيل الثقة من جديد وتجاوز الشغورات الموجودة ببرنامج إنقاذ وطني توافقي يكون حصيلة الحوار الوطني الشامل.
2. مجلس نواب الشعب يعتكف على تعديل القانون الإنتخابي إن إجتمع الرأي على ذلك.
3. الرئاسات الثلاث لابد لها من صناعة أرضية إلتقاء على برنامج الإنقاذ الوطني والجميع عليه كبح مطامحه…
4. إعلان برنامج الإنقاذ من الرئاسات الثلاث للشعب مع تقديم الحلول العاجلة ومتوسطة المدى للشعب خاصة للملفات الإقتصادية والإجتماعية قبل موسم الإظطرابات الإجتماعية…
5. على الطبقة السياسية أخذ هدنة سياسية وإعادة ترتيب البيت الداخلي والعمل على إعادة لإعتبار للعمل السياسي ومنها وخاصة بداية كسب ثقة الشعب.
الكاتب: محمد بن عمار: خبير دولي في إدارة الآداء الحكومي