انتقد الإعلامي الليبي منير دخيل، ما كتبه الإعلامي سمير الوافي، حول قرار السلطات الليبية إغلاق المنافذ البرية والبحرية مع تونس بسبب سرعة انتشار وباء كورونا.
وكان الوافي قد ثمن موقف الجزائر الداعم لتونس في أزمة جائحة كورونا وانتقد في المقابل ما أقدمت عليه السلطات الليبية من غلق حدودها ومطالبتها أيضا بأموال لبعض مواطنيها محجوزة في تونس بالقضاء والقانون.
وكتب الوافي على صفحته بموقع “فيسبوك ” : دولة جارة تنجدنا وتساعدنا لنتنفس ولا تخذلنا ولا تتخلى عنا زمن الاختناق…وجارة أخرى تغلق الحدود في وجوهنا رغم أننا تركناها مفتوحة دائما دون شروط وفي كل الأوقات…حتى حين كان الإرهاب يهددنا منها والدولة غائبة فيها…ثم ظلت أيضا مفتوحة لأشقائنا في ازمتهم حين كانت حدودنا كلها مغلقة مع كل العالم بسبب نفس الوباء…!!!”.
وأضاف الوافي “من حق أي دولة غلق حدودها لأسباب سيادية…لكن يمكن لها أيضا أن تفتحها جزئيا مع شروط صارمة مثل دول أخرى أبعد جغرافيا وروحيا…حيث لا تزال حدودنا مفتوحة مع أغلب الدول بشروط نتفهمها…لكن جارتنا وشقيقتنا التي وضعها السياسي لا يزال مرتبكا أكثر من وضعنا…أغلقت حدودها بسرعة غلقا كاملا وكليا…بل وطالبت أيضا بأموال لبعض مواطنيها محجوزة عندنا بالقضاء والقانون…ولن يحررها سوى القضاء والقانون…!!!”.
واختم الوافي بقوله: “نحن لسنا مجرد كاباريه كما يظن بعض اللئام يا جارتنا، نحن كنا الملجأ والملاذ والكرم والنجاة وتقاسمنا معك الماء و الملح وقت الضيق وسنظل يا جارة”.
هذا وفي رده على تدوينة الوافي كتب الإعلامي الليبي منير دخيل في تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك” : “أمّا عن إغلاق الحدود.. فقد ذكرت أن تونس كانت دائما مفتوحة للجارة ليبيا وهُنا أودّ تصحيح معلوماتك المغلوطة يا إعلامي الصّدفة المفتقر للمعلومات الدقيقة.. إنّ تونس بتاريخ 16 مارس 2020 في بداية الجائحة، أعلن وزير النقل البري أنور معروف بإغلاق الحدود التونسية في قرار أحادي الجانب ودون سابق إنذار واستمر اغلاق المعبر لمدة 7 أشهر متواصلة مع (الجارة) ليبيا… يا جاري الطيّب!”.. وفي تاريخ 25 نوفمبر 2015 أعلنت تونس أيضًا إغلاق الحدود مع ليبيا لمدة 15 يوم في قرار أحادي الجانب بسبب تفجير حافلة الأمن الرئاسي بالعاصمة التونسية.. يا جاري الحنون!.. وفي سنة 2014 تونس أغلقت حدودها مع ليبيا في وجه الفارين من الحرب وأطلق الأمن القنابل المسيّلة للدموع في اتجاه العالقين على الحدود وتم منعهم من دخول تونس.. يا جاري المسكين!.. وفي سنة 2016 تونس أغلقت حدودها مع ليبيا بسبب تفجير بن قردان الإرهابي.. يا جاري الكريم!”.
وأشار دخيل إلى أن الإعلام الليبي لم يعترض أو يسيء إلى تونس وشعبها بسبب كل تلك المرات التي تم قفل الحدود فيها حتى في وجه الحالات الإنسانية.
وتابع دخيل :“وعن الإرهاب والوضع السياسي المرتبك، فتونس الجارة العزيزة مثلما كانت (الملاذ المدفوع الثمن)، كان ميناؤها مصدرًا للسلاح الذي يدخل ليبيا ذلك العام عبر جرجيس، ولو حدث اختراق أمني عبر الحدود، فما هي إلا بضاعتكم وقد رُدّت إليكم!.. لكننا بخلافك يا إعلامي الدفع (المسبق) كما أفادت التقارير عنك مرارًا، لم ولن نعمّم قرارات الحكومات التونسية أو أفعال الأمن التونسي أو خطاب الإعلام التونسي الهابط على الشعب التونسي الشقيق والذي يُعاني منكم ومن أولياء نعمتكم الذين تقومون بتلميعهم عبر الشاشات أكثر مما يعانيه الليبيون”.
وتوجه دخيل للوافي بقوله : “ليبيا أغلقت حدودها ليس نكايةً في تونس كما تسوّق بأسلوب رخيص، إنما هو إجراء احترازي لأن المنظومة الصحية في ليبيا ليست لها القدرة على مواجهة الجائحة وهذا حقّ مشروع لها مثلما كان لكم سابقًا في مرات عديدة”.
واختتم الإعلامي الليبي منير دخيل بقوله: “إن كانت تونس ليست كباريه، فليبيا ليسـت بيـت المــال… يا جـاري!.كل الاحترام للشعب التونسي فقط والذي نتمنى له السّلامة وتجاوز المحنة”.