أفاد معز العبيدي أستاذ العلوم الاقتصادية بالجامعة التونسية اليوم الجمعة 25 فيفري 2022 بأن الحرب الدائرة في أوكرانيا سيكون لها تداعيات مباشرة و أخرى غير مباشرة على تونس.
و أوضح العبيدي ،خلال حضوره بإذاعة “اكسبراس أف أم”،أن قيمة واردات تونس من روسيا تقدر بـ1.5 مليار دينار و أن 10 بالمائة من واردات تونس من البترول تتأتّي من روسيا،مشيرا إلى أن ارتفاع سعر البترول ب 10 دولارات في العالم يتسبّب في تراجع نسبة النمو بـ 0.4بالمائة عالميا، وذلك في علاقة بالتصعيد الأخير بين موسكو وكييف.
وأشار إلى انه ستكون لارتفاع سعر النفط بالنسبة لتونس تداعيات تضخمية وعلى مستوى الميزان التجاري مذكرا بأن لتونس تعرف عجزا طاقيا و سيتعمق أكثر.
و أفاد العبيدي بأن الواردات التونسية من أوكرانيا تقدر بحوالي 1.4 مليار دينار ،مبرزا ان الحبوب تمثل 50 بالمائة منها والذرة 26 بالمائة و أن ذلك يعني أنهما يمثلان 75 بالمائة من قيمة الواردات مشيرا الى ان تونس تستورد 21 بالمائة من حاجاتها من الحبوب من اوكرانيا.
وقال العبيدي إن زيادة دولار وحيد في سعر البترول طيلة سنة كاملة يتسبب في زيادة ب 137 مليون دينار في نفقات الدعم في تونس، وأكد أن زيادة أسعار البترول والقمح ستخلق ضغطا إضافيا على رصيد تونس من العملة الأجنبية.
وأشار العبيدي إلى أن التأثير غير المباشر للتصعيد بين موسكو وكييف على وضعية الاقتصاد التونسي بسبب تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على الاقتصاد الأوروبي ،حيث أن أوروبا تمثل شريكا استراتيجيا بالنسبة لتونس وتضررها من هذه الأزمة سيؤثر على تونس أيضا.
و أضاف أن قطاعات مثل السياحة والنقل الجوي قد تتاثر بالأزمة إضافة إلى إمكانية انعكاسها على الاستثمار الخارجي في تونس و أيضا على الصادرات.
و دعا العبيدي إلى ضرورة مراجعة الاستراتيجية المعتمدة في قطاع الفلاحة بتونس والتفكير في الأمن الغذائي، وقال إنه من غير المعقول تهميش زراعة القمح والمواصلة في الزراعات السقوية وتوجيه منتوجاتها نحو التصدير في بلد مهدد بشح الموارد المائية والجفاف.
كما أشار إلى ضرورة إعادة التفكير في نسق الانخراط في التحول الطاقي، واعتبر أن تعطيل مشاريع الطاقات المتجددة يعدّ فضيحة، بعد تدخّل نقابات في الشركة التونسية للكهرباء والغاز لتعطيل ربط مشاريع الطاقات المتجددة بشبكتها.