في كل ظهور إعلامي له يثير الناشط السیاسي رضا المكّي (الشهير بتسمية رضا “لينين””) جدلا واسعا سواء بين النخبة أو عموم المتابعين.
فقد طرح رضا المكّي في تصريح على القناة الخاصة –التاسعة- فكرة إجراء استفتاء لتغيير النظام السياسي الحالي.
وقال رضا المكي في تصريحه إن “رئيس الجمهورية قيس سعيد يؤيد فكرة إجراء استفتاء لتغيير النظام السياسي”.
فالمتابع لخطاب الناشط السیاسي رضا المكّي (الشهير بتسمية رضا “لينين””) يلاحظ بكل تأكيد إصراره على فكرة نظام مجلسي محلي، واستبدال نظام الانتخاب عبر القوائم إلى الانتخاب بالأفراد.
فالديمقراطية المباشرة أو المحلية التي يطرحه رضا المكي دائما ما تواجه بانتقادات حادة.فيرى أغلب الفاعلين السياسيين أن هذا الطرح صعب التطبيق في تونس لأسباب موضوعية وأخرى إجرائية…
من ذلك يعتبر الكاتب السياسي محمد بن جمعة في تدوينة على صفحته على فايسبوك أن “فكرة رضا لينين عن الديمقراطية المحلية فكرة اشتراكية بحتة، وأميل لاعتبارها تقليدية وبسيطة..”
ويقول “أعتقد أنّ أفضل منها، هو المعتمد حاليا في كثير من الدول الديموقراطية (مثل كندا)، من تقسيم السلطات على ثلاث مستويات من الحكم:
1- حكم فيدرالي (يشرف على المواطنة والهجرة، والعلاقات الدولية والحدود، والدفاع، والأمن القومي، والقانون الجنائي، والأحكام الدستورية، والتجارة الدولية والبنوك والمالية والصيد البحري والنقد، والبريد والإحصاء والطيران والاتصالات والطاقة).
2- حكم المقاطعة (يشرف على التعليم والصحة وجزء من الموارد الطبيعية، وقانون الطرقات، والنقل، والأحوال الشخصية والملكية العقارية، والاقتصاد المحلي، وتكوين الشركات، والمحاكم وادارة الغابات…).
3- الحكم البلدي (البنية التحية، والمكتبات، والحدائق، والشرطة المحلية، والطرقات الداخلية، ومرابض السيارات…).
وتابع الكاتب محمد بن جمعة في تعليقه على تصريحات رضا المكي “ما معنى أن تتكون حكومة (حسب رأي رضا لينين) من وزراء يتقدم كل واحد منهم ليتم انتخابه بشكل مباشر؟ هذا عبث مناقض لأكثر مناهج الحَوكمة نجاعة في عالمنا المعاصر..
بدوره يقول الكاتب فوزي جاب الله “على افتراض أن ما قاله رضا لينين يستحق النقاش أصلا …كما فعل بعض الأصدقاء على هذا الفضاء …من المهم التنبيه أن ما عرضه دون جرأة على التفصيل ليس أبدا ديمقراطية مباشرة… بل هو ديمقراطية نيابية أقل تمثيلية بكثير من النظام الحالي… “
واعتبر فوزي جاب الله أن ما يطرحه رضا لينين ” لا يلغي البرلمان بل يغير طريقة تصعيده ليصبح انتخاب اعضاءه من طرف نواب عن الشعب مصعدين من المحليات… بدلا من أن ينتخبه الشعب مباشرة كما هو الحال الآن… أي ان اعضاء البرلمان سيتم انتخابهم بالواسطة وليس بشكل مباشر كما يحدث الآن …
وتابع “واضح انه يريد أن تكون جغرافية السلطة مختلفة عن جغرافية القوى السياسية على الأرض…فحديثه عن ديمقراطية مباشرة مجرد عملية غش لأنه يدفع لنظام أكثر نيابية من النظام الحالي…”.
ويصيف جاب الله “هذا فضلا عن بعض أفكاره الأخرى التي يخفيها ويجبن عن عرضها بالتفصيل… مثل ضبط نفس عدد النواب عن معتمدية وهي دائرته الانتخابية على ما يبدو …يعني أن معتمدية فيها مائة ألف ساكن تصعد نفس عدد النواب المحليين مثل معتمدية بها عشرة آلاف ساكن وهو ما يدمر المساواة بين المواطنين في التمثيلية السياسية…”.
من جانبه وتعليقا على تصريحات رضا لينين يرى وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام أن “ما يطرحه السيد المكي من حلول، مع كل الاحترام والتقدير، هي في الحقيقة عبارة عن التداوي بالتي كانت هي الداء.”
ويقول عبد السلام “النظام المجلسي المباشر ترجمته العملية هي اللجان الشعبية في ليبيا، والانتخاب على الأشخاص بدل القوائم يطبق في الأردن وبعض دول الخليج ويؤدي في الغالب إلى انتخاب رجال القبائل والعشائر وبعض المتنفذين من رجال الأعمال بدل رجال السياسة .”
ويضيف رفيق عبد السلام “من حق شهاب المكي أن يحلم ويتخيل، لكن الأنظمة السياسية ليست مجالا للتجريب الخيالي للأحلام والتخرصات، فأغلب التجارب السياسية المنحرفة والفاسدة بنيت على توهم بدائل للنظام السياسي القائم على الأحزاب والبرلمانات، وانتهت إلى سلطويات سياسية جديدة”.
وقال “النظام السياسي ينبني على الحس العملي ومراكمة الخبرة والتجربة، وليس على الأخيلة والاحلام. ما يطرحه يمكن أن يدرس في أقسام القانون في الجامعات ولا يصلح ان يكون بديلا سياسيا صلبا.”
مضيفا “لا بديل عن نظام الأحزاب والانتخاب التمثيلي ووجود برلمانات تعبر الإرادة الحرة للمواطنين، والبديل عن ذلك هو إما نظام اللجان الشعبية في ليبيا، أو نظام السوفياتات في الحكومات الشيوعية المنقرضة. هذه الحلول هي عودة للماضي وليست اتجاه للمستقبل”.