على حركة النهضة التونسية أن تواجه بشجاعة نقد الجمهور كما نقد أبنائها , فتجربتها في الحكم أحيطت بكثير من التعثر …
الواقعية في الطرح والقرب من هموم الناس ومعالجة حاجات مناضليها أهم من تشويه تجربة نضالية بكراسي لن تغني عنها من الله شيئا اذا لم تكن تقربها من الخالق ثم من الخلق …
على القيادات ألا تنسى أنها سليلة الاتجاه الاسلامي الذي دخل قلوب الناس بصدق وتواضع ودماثة أخلاق مناضليه , أما الألمعية والبريق والشاشات التي صحبت تجربة الحكم فانها قد تذهب بالألباب وتخرج البعض عن حقيقة مافوضه الشعب اليه …
“الله قريب من العبد مادام العبد قريبا من الناس” , فسيروا في حاجات الخلق والضعفاء والمحتاجين بنية خالصة وصادقة مع الله , وسوف تحملكم الجماهير الى سلطة القلب قبل قلب السلطة …
ليس عيبا أن يتحمل التيار الاسلامي مسؤوليته في الشأن العام , بل هذا واجبه بعد تجربة زادت عمريا عن الأربعين سنة , لكن بالمقابل لسنا في حاجة الى سلطة صورية تشريفية تجلب الأضواء دون أن تغير شيئا في واقع المجتمعات باتجاه الأرقى والأفضل …
على الاسلاميين الوسطيين في تونس أن يطرحوا على أنفسهم سؤاالين محرجين وشجاعين : ماذا غيرت تجربتهم في الحكم من الواقع التونسي ؟ وماذا أضاف اليهم وجودهم في السلطة ؟
على ضوء شفافية الأجوبة وصدقها مع الذات ينبغي أن يكون حجم مشاركتهم في السلطة في المرحلة القادمة بمشيئة الله …
مرسل الكسيبي – 22 فبراير 2014