قبل الثورة بسنوات وزمن المخلوع كنت أتحادث هاتفيا مع الرئيس منصف المرزوقي في منفاه آنذاك من باريس , وكنا نتجاذب أطراف موضوعات الاعتقال السياسي والتعذيب والاعتداء على السلامة الجسدية لمواطنينا …, وكان يقول لي آنذاك بأنها “دولة لاتعيش بدون ماكينة و “الماكينة” يلزمها ترحي” ( في اشارة الى انتهاكات حقوق الانسان والتعدي الصارخ الفاضح على انسانية الانسان ) …
اليوم أقول لصديقي الرئيس منصف المرزوقي : ماهو تفسيرك لبعض الاعتقالات ذات الصبغة السياسية ولعودة ممارسات التعذيب ؟ هل هي عودة الماكينة من جديد ؟ أم هي تصرفات فردية خارج اطار الماكينة ؟
ان كانت الماكينة قد عادت للرحي من جديد فعلى الرئيس المرزوقي أن يعود الى موقعه كشخصية حقوقية وطنية تروض الماكينة من جديد , واذا كان مايقع مجرد تجاوزات فردية فعلى الرئيس المرزوقي أن يعيد للقانون سيادته ومجراه , والا فان صمته قد يفهم على أنه قبول بالتعدي الصارخ على الحرية والكرامة وأن موقعه السياسي قد كبله وحال بينه وبين تحقيق أحلام دولة الحقوق والحريات والمواطنة …
أعرف بأن الجواب سيكون بأنها تجاوزات فردية … , وحينئذ على رئيس كل التونسيين والتونسيات أن يتذكر جيداا بأنه كان رئيسا للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمجلس الوطني للحريات , وأن ميراثه الحقوقي المشرف هو الذي عبد له الطريق نحو قصر قرطاج …
على الرئيس المرزوقي أن يجدد ثقة الناخبين فيه , وأن يعمل جاهدا أمام هذا الشعب على احترام الدستور والميثاق العالمي لحقوق الانسان وأن يكون الضامن لحماية كرامة مواطنيه .
مرسل الكسيبي – 1 فبراير 2014