يصوغون سرديّة للأزمة و الفشل و يبذلون أقصى الجهد الإعلامي لتسويقها … ثمّ يصوغون سرديّة للإنقاذ و الخلاص يكونون هم فيها مصدر الشرعيّة و الحكمة و الجهة المحتكرة للحلّ … يحاولون حشد عموم التّونسيين و التّونسيّات خلف هذه السرديّات الإنشائيّة و إقناع الدّاخل و الخارج بصدقيّة الرّواية و طلب النّصرة من كلّ صاحب مصلحة في ذلك … لكنّ تغيير المشهد لا يقوم على تقنية السّرد و فنيّات الحكي السياسي مهما كان بريق الخطاب و قوّة الحجاج … الطّريق إلى ذلك أقصر ممّا يتصوّرون … استفتاء لإرادة الشّعب يعيد الأمور إلى نصابها … لكنّهم يطيلون أمد أزمتهم حتّى تصبح حبكة السّرد ضعيفة و عناصرها واهية … يضيعون الوقت الثّمين على الشّعب من تنميته و مساره التّاسيسي و انتقاله الدّيمقراطي … كلّ المواعيد فشلت … كلّ ساعات الصّفر سقطت … كلّ الأوراق احترقت … و لم يبق لهم إلا وجه الشّعب يتقدّمون إليه بكلّ شجاعة و خشوع و يقفون في محراب إرادته هم و خصومهم على السّواء ليجنوا جميعا حصيلة ما زرعوا …