شهد قطاع النفط والغاز انهيارا كبيرا منذ بدأ الحرب السورية وتعرض الاقتصاد السوري لخسارة كبيرة، وذلك بعد أن كانت سوريا أحد أكثر الدول العربية الغنية بالنفط قبل الحرب بإنتاجاً بلغ 380 ألف برميل يوميا.
في عام 2011، جلب إنتاج النفط والغاز حوالي 30 بالمائة من الإجمالي إلى الميزانية السورية، ولكن هذا الرقم انخفض بشكل كبير مع بدأ الحرب إلى 33 ألف برميل يومياً.
وسبب الانهيار يعود لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على حقول النفط والغاز السوري، وذلك بعد الدعم الكبير من الولايات المتحدة الأمريكية سياسياً ولوجستياً وعسكرياً، بالإضافة إلى عقد عدة اتفاقيات مع دول أخرى، من أجل استخراج النفط وبيعه.
وتحدثت وكالات الإعلام أن قوات سوريا الديمقراطية قد وقعت باتفاق مع شركة “دلتا كريسنت” الأمريكية من أجل استخراج النفظ وبيعه، والجدير ذكره أن حقول النفط في المناطق التي تقع تحت سيطرة “قسد” محاطة بقواعد عسكرية أمريكية بحجة حمايتها من تنظيم داعش الإرهابي حسب زعمهم، وهذا ما يأكد على أن أميركا تسعى إلى تعزيز موقعهم في المنطقة.
هذا وقد وقعت قوات قسد عدة اتفاقيات مع تركيا وروسيا، وفق تقارير إعلامية، حيث تقوم قوات سوريا الديمقراطية باستخراج النفط من الحقول ومن ثم يقومون بنقل صهاريج النفط السورية إلى المناطق الحدودية مع تركيا، من أجل بيعها في الأسواق التركية وتتم كل هذه العملية تحت حماية وزارة الدفاع الروسية التي تقوم بتأمين نقل الصهاريج داخل سوريا إلى مدينة منبج الحدودية مع تركيا، ومن ثم يتم تقاسم عائدات النفط فيما بينهم والتي تقدر بملايين الدولارت.
القوات الروسية تسيطر حالياً على الطرق الرئيسية للإمدادات النفط، وذلك بعد أن تم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وهي المهمة الرئيسية التي عملت القوات الروسية على انجازها، حيث تم تطهير المناطق من فلول التنظيم الإرهابي، وقطع إمداداته اللوجستية والعسكرية.
وقد أكدت مصادر من داخل قيادة سوريا الديموقراطية إلى أن قسد تجني من بيع النفط السوري المهرب إلى تركيا حوالي 30 إلى 40 مليون دولار شهرياً، حيث توزع عائدات النفط بين قيادات قسد في حسابات بنكية خارج البلادـ وتشهد سوريا خسارة أكثر من 100 مليار دولار، وذلك بعد فقدانها السيطرة على حقول النفظ والغاز لصالح قوات سوريا الديمقراطية.
وتفيد المصادر أن هناك غضب شعبي كبير في مناطق قوات قسد والتي تعاني من الانهيار الاقتصادي، وذلك بسبب احتكار قيادات قسد عائدات النفط لهم فقط، دون مراعاة الحالة المعيشية السيئة في مناطقها، بالإضافة إلى النقص الكبير في الطعام والوقود وغياب الخدمات، واستمرار عمليات التجنيد الإجباري الذي تفرضه قوات “قسد” على المواطنين وبينهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ18 عامًا للمشاركة في الحرب.
تعتبر حقول النفط السورية من أكثر الحقول الغنية بالنفط، حيث كان أكثر الإنتاج يأتي من حقول تقع شرق الفرات، حقول العمر الذي كان ينتج نحو 80 ألف برميل يومياً، والتنك الذي كان ينتج 40 ألف برميل يومياً قبل العام 2011 في دير الزور، والرميلان والسويدية، وكانا ينتجان نحو 160 ألف برميل يومياً عبر حوالى 1324 بئراً، أي ما يزيد على نصف إنتاج سوريا قبل الحرب، والمقدر بنحو 385 ألف برميل يومياً.