نشرت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية مقالا انتقدت فيه انضمام سويسرا للدول الأوروبية التي تمنع ارتداء النقاب بعد تصويت مواطنيها لصالح اقتراح لأقصى اليمين يقضي بحظر تغطية الوجه في استفتاء نظم الأحد المنصرف.
وترى كاتبة المقال، الأكاديمية ريم سارة علوان، أن التوقيت المثير للسخرية لحظر النقاب في سويسرا يثبت بشكل قاطع أن الجهود الرامية لحظره لا علاقة لها بمخاوف أمنية مفترضة بشأن تغطية الوجه في الأماكن العامة، وإنما هو محاولة لتهميش النساء المسلمات، وقد نجح أصحابها في جلب مشاعر العداء ضد المسلمين للرأي العام.
وتقول علوان إن سويسرا، التي تضررت بشدة من جائحة كورونا، تعيش حالة إغلاق جزئي منذ جانفي، بموجبه يلزم الناس بارتداء الكمامات في جميع الأماكن العامة، ولكن هذا الواقع لم يمنع أغلبية ضئيلة من الناخبين السويسريين من التصويت لصالح حظر تغطية الوجه بشكل كامل في الأماكن العامة خلال الاستفتاء الذي جرى في 7 مارس/آذار الجاري.
كما ترى أن التضييق على المظاهر الإسلامية في سويسرا ليس أمرا جديدا، حيث يخضع المسلمون بالبلد للمراقبة منذ عام 2004، عندما أجرت سويسرا استفتاءين بشأن الإجراءات التي من شأنها أن تسهل حصول المهاجرين من الجيل الثاني والثالث على الجنسية.
كان حزب الشعب السويسري اليميني قد تقدم بمقترح لحظر تغطية الوجه في الأماكن العامة في عام 2017، وجمع 10 آلاف توقيع على عريضة لطرح القضية للاستفتاء، بحجة أن “النقاب والبرقع ليسا ثيابا عادية”.
كما يقف الحزب نفسه وراء اقتراح نص جرى استفتاء بشأنه في العام 2009 ويقضي بحظر إقامة مآذن جديدة في البلاد.
وختمت علوان بأن تشويه صورة الإسلام والمسلمين والمهاجرين ووصمهم بمعاداة حقوق الإنسان وحرية التعبير والدين طالما كانت ضمن ركائز الإستراتيجية الانتخابية لحزب الشعب اليميني وغيره من الأحزاب الشعبوية القومية المحافظة في سويسرا.
ولأن ذلك قد ساعد حزب الشعب على تحقيق انتصارات انتخابية لا حصر لها، حيث أصبح أحد أقوى الأحزاب في البلاد، فقد شجع ذلك الأحزاب الأخرى على تبني إستراتيجيته تلك.
الجزيرة