كتب الاعلامي المتميز صالح الأزرق على صفحته الخاصة على الفايس بوك متحدثا حول أنصار الشريعة و النهضة و الجهات التي تريد وضعهما في المواجهة ومتوجها بالنصيحة للاثنين:
هناك جهات امنية متمترسة في الداخلية ، وخلفها ” وسواس خناس ” يأتي من جهات داخلية وخارجية لشيطنة ما يعرف بالسلفية الجهادية وتحديدا انصار الشريعة لوضعها في مواجهة ما يوصف بالاسلام المعتدل ممثلا في النهضة ، وقد يكون الامر شرطا غربيا امريكيا ايضا حتى يبقى شعار ” محاربة الارهاب ” ساريا على كل المنطقة !! وانا أقول انه قد يكون هناك فرد او اكثر متطرفين في انصار الشريعة ، هذا صحيح ، ولكن هناك فرد او افراد متطرفون ايضا في صفوف العلمانيين واليساريين ايضا ، فالامر لا يتوقف على انصار الشريعة والكل يفرتض تحت القانون سواء دون تمييز … وعلى انصار النهضة وقياداتها ان يعلموا انهم لن يجدوا مدافعا وحاميا ومناصرا شرسا غير السلفيين ومنهم انصار الشريعة عندما تدور الدوائر لا قدر الله وتنجح الدوائر الامنية” الفلولية” في الداخل بالتعاون مع جهات متآمرة خارجية في انجاح مخططها وافشال ديمقراطيتنا ، حينها سيتم الفرز كما هو الحال الان في مصر وسيجد الاسلاميون انفسهم في خندق واحد ، ولا احد الحقيقة يود الوصول الى مثل هذه الحال فنحن وطن واحد بالوان متعددة ، ولكن على النهضة ان تعرف ان انصار الشريعة هم رصيد ومكسب لتونس كما بقية التيارات في حالة الاستقرار ، وهم رصيد لها كحركة اسلامية في حال حصول استقطاب او فرز كما حصل في مصر ( ولا نأمل كما قلت الوصول الى تلك الحال )) ، وانصار الشريعة ليسوا البتة اعداء او حتى تهديدا للحكم التي تقوده النهضة ، رغم كل تصريحات ابو عياض وبعض من في تياره …
أما بخصوص انصار الشريعة فاقول لهم التزموا بالوحدة الوطنية وانبذوا العنف والارهاب ودافعوا عن انفسكم ضد محاولات الصاق التهم بكم واكدوا دائما على العيش ضمن الدولة وقوانينها ، بذلك ستتمكنون من اسكات كل الافواه والالسن التي تحاول النيل منكم ومن نبلكم واعتدالكم وسلميتكم .. وانا اعتقد انه من الحكمة اظهار التعاون مع الجهات الرسمية في حال وجود اي عنصر حوله شكوك او تطارده تهم الارهاب ، فالجسم ، اكان حزبا او دولة ، تطاله التشوهات وربما الاختراقات ، وتعاونكم يحصنكم ويحصن تونس كبلد ضد اي محاولات لزعزعة الاستقرار او تشويهكم والنيل من اعراضكم كتيار ..واعتقد ان على عناصر انصار الشريعة اظهار التسماح اكثر خصوصا في تصريحاتهم عبر وسائل الاعلام او صفحات التواصل الاجتماعي والابتعاد عن السب والتخوين ضد احزاب وشخصيات حزبية وسياسية ، واعلان البراءة من كل من يتقمص شخصيتهم بغرض التشويه او ارتكاب خطيئة باسمهم ، لان سكوتهم يزيد على الاعتقاد انهم متورطون …
ليس من مصلحتنا ابدا شيطنة اي تيار ومحاربته ومطاردته واتهامه بالارهاب ، والحديث هنا يشمل انصار الشريعة و غيرهم ، فهذه الشيطنة والمحاصرة تدفع عناصر هذه المجموعة او التيار للتطرف اكثر وربما اتخاذ طرق عنفيه في ذلك ، ويكون الخاسر الاكبر في هذه الحال هو الوطن !!! ولهذا كل شخص او مجموعة اشخاص يتورطون في العنف او الارهاب يعاقبون كافراد ولا يجب البتة الصاق التهمة بالتيار الذي ينتمون اليه ما لم يثبت بالبرهان القاطع ان التيار ككل يرعى مثل هذه الاعمال ، وهو باعتقادي مالم يثبت ضد انصار الشريعة …
تونس للجميع على قدم المساواة ولا فضل لطرف على آخر الا بقدر ما يقدمه اليها من جهد وعرق ودماء … تونس ليست للعلمانيين او اليساريين وحدهم ، بل للاسلاميين أيضا ، وليست لاهل العاصمة والساحل دون الاطراف وليست للمدن دون الريف …