تمثل أزمة الجنوب الليبي محط أنظار الجميع بسبب تأثيرها القوي على مناطق مختلفة في ليبيا ودول الجوار. وتتوالى الأحداث المأساوية في الجنوب الليبي وسط الإهمال من الحكومة الإنتقالية الجديدة، التي فشلت في تنفيذ عديد الوعود التي قدمتها حال تسلمها السلطة.
ويُعاب على الحكومة تركيز كل إهتماماتها في تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي بينما الداخل الليبي وبالأخص الجنوب يُعاني.
مع ظهور التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة من جديد إزداد الوضع سوءً وظهرت من جديد عمليات التفجير الإرهابية، حيث نفذ تنظيم داعش الإرهابي أول عملياته الإنتحارية في منطقة مازق الشمالي بطريق سبها الزراعي بالقرب من مفترق بوابة أبناء مازق جنوب ليبيا وأسفر عن سقوط عديد القتلى والاصابات.
بعدها بأيام قليلة اعلن التنظيم مسؤوليته عن إنفجار لغم أرضي في منطقة جبال الهروج الصحراوية.
من جانبها إكتفت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا بإصدار التصريحات دون تحريك أي قوات إلى الجنوب الليبي لتأمينه، وإكتفت وزارة الداخلية بإدانة هذه الأعمال الإرهابية ووصفها بالجبانة.
فيما دعت وزير خارجية حكومة الوحدة، نجلاء المنقوش، خلال إجتماع التحالف الدولي ضد داعش الذي إنعقد يوم الإثنين في جنيف، إلى ضرورة التنسيق الامني لتحجيم دور داعش المُزعزع للإستقرار في ليبيا والمنطقة ككل.
تواجد داعش في الجنوب الليبي له تأثيره السلبي على جميع المدن الليبية، حيث أعلنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية مكتب تحريات تاجوراء عن ضبط تشكيل عصابي إرهابي يقوم بتهريب المواد المخدرة من الجنوب الليبي إلى العاصمة الليبية طرابلس.
هذا التشكيل العصابي وحسب التحريات اوضح مدى ترابط العلاقات بين ظهور داعش في الجنوب الليبي من جديد والمرتزقة العاملين في ليبيا.
يرى عديد الليبيين أن أغلب الأحداث المؤسفة التي تحدث في مناطق مختلفة من ليبيا مترابطة والهدف منها هو زعزعة الإستقرار والعمل على تأجيل الإنتخابات.