وعدتنا حكومة مهدي جمعة بالتعامل بكثير من الشفافية في مختلف قضايا الوطن إلا أننا نقف يوما عن يوم على غموض وريبة في التعامل مع عدد من الملفات ومن بينها ملفات الثروات المنهوبة أو ما ظهر من تلوث على بعض شطوط الوطن مثل شاطئ سليمان الذي ظهرت فيه علب تحتوي على مواد كيميائية وأسماك نافقة دون أن نعرف أسباب الظاهرة
ولنا أن نتسائل هل بدأ تدمير الأسلحة الكيميائية السورية في البحر الأبيض المتوسط وهي التي تسببت في هذه الظاهرة التي عرفتها بعض شواطؤنا؟
صحيح أن موعد تدمير هذه الأسلحة لم يحدد نهائيا وقيل أنه سيكون في شهر جوان المقبل لكن الشعوب لم تعد تثق في المجتمع الدولي الذي لا عهد له ولا مواثيق ولا أخلاق ولا مبادئ …فقد يكونوا حددوا توقيتا مضللا وبدؤوا الآن في تدمير هذه الأسلحة حتى إذا ظهر مثل هذا التلوث لا يرد إلى الكيميائي السوري وتتنصل قوى الاستكبار من مسؤوليتها في هذا التلوث بسبب هذه الأسلحة
هذا ويذكر أنه بتاريخ 19 مارس الجاري تجمع حوالي 2000 شخص، في جزيرة كريت اليونانية للاحتجاج على تدمير مبرمج للأسلحة الكيماوية السورية في البحر المتوسط.
ورغم هطول الأمطار في ميناء سودا، احتشد المتظاهرون وهم يرفعون أعلامًا سوداء للمطالبة بالمزيد من المعلومات بشأن هذه العملية الدولية.
وقال رئيس بلدية مدينة سفاكيا المجاورة، بافلوس بولاكيس: «هذا أول رد فعل لسكان كريت على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، وإذا حصل هذا فسيدمر اقتصاد الجزيرة ويلوث البحر ويقود شعوب المتوسط إلى مستقبل كارثي».
فهل ستقوم حكومة مهدي جمعة بمصارحة الشعب حول حقيقة الصورة التي نشرت في فضاء الفيس بوك وما جد من تلوث في الشواطئ من عدمه وما إذا كانت تونس وقعت على أي اتفاقية توافق بموجبها على تدمير الأسلحة السورية في مياهنا الإقليمية مقابل تعويضات مادية؟