قال عز الدين الحزقي، المتحدث باسم الإضراب عن الطعام الذي تنفذه مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب”،في حوار مع وكالة الأناضول، إنهم سيحتفلون بـ 14 يناير كونه “يومًا للثورة” في 2011، مشددا على أن الثورة لا تزال مستمرة ضد “الانقلاب”.
وأوضح الحزقي أن الرئيس قيس سعيد، غَيَّرَ تاريخ الاحتفال بالثورة إلى 17 ديسمبر/ كانون الأول، بدلا عن 14 يناير/ كانون الثاني كما جرت العادة، وهو اليوم الذي أطاحت فيه الثورة بنظام حكم الرئيس زين العابدين بن علي (1987-2011)،مشيرا إلى أن المستبدين الذين سبقوا سعيد تنكروا للتاريخ كذلك”.
وتابع: “هذا الذي لم يشارك في أي مرحلة من مراحل تاريخ هذا البلد في أي حراك وطني يريد أن يغيّر تاريخا بتاريخ”.
وبشأن اعتبار وزير الداخلية أن تحركاتهم ودعواتهم للتظاهر يوم 14 جانفي / يناير تمثل “فتنة”، قال الحزقي: “نحن ملتزمون بالدستور، والدستور يسمح لنا بالتظاهر والاعتصام والإضراب”.
وأضاف: “لسنا في حوار مع هؤلاء أو خصومة معهم، نحن نناضل ضدهم وضد بقائهم، لذلك لا نعير أي اهتمام لما يقولون ولما يفترون”.
واعتبر الحزقي أن “الرئيس سعيد نصَب نفسه قاضيا ومدعيا عاما وباحثا، وهو يسير في طريق هو نفسه لا يعلم إلى أين”.
وتابع: “يتمّ اختطاف وزير سابق (نور الدين البحيري) ويتمّ محاكمة رئيس جمهورية سابق (محمد المنصف المرزوقي) وليس هناك ملف (قضائي)”.
ورأى أن “الرئيس يسعى للسيطرة على القضاء، كما فعل مع بعض الأجهزة الأمنية والقليل من الجيشالوطني الجمهوري، ولكن هناك قضاة شرفاء، وهو فاقد لأدوات نجاح انقلابه”.
و أفاد الحزقي بأن من أهداف الإضراب عن الطعام “دعوة من يدعي الديمقراطية ومن يدعي الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان ومن يرفض أن يرى دبابة أمام مجلس النواب”.
وأردف: “عندما تشاهد دبابة أمام مجلس الشعب يصيبك الإحباط، ومعلوم أن (قصر) القصبة (مقر رئاسة الحكومة في العاصمة) رمز الدولة منذ الدولة الحسينية (1229 – 1574) لأول مرة يقع غلقها، وقد أغلقها هذا المنقلب”.
ورأى أن “الانقلاب كان امتحانا وفاصلا وفرزا.. هناك عملية فرز منذ 25 يوليو داخل المجتمع التونسي بين من يؤمن بالفعل بالحريات والديمقراطية التي تفرض قبول الآخر وقبول نتائج الاقتراع وتقبل الصراع الفكري وترفض العنف ومن يدّعي ذلك”.
وزاد بأن “إضرابنا كشف الكل، كشف مدعيي الديمقراطية وهم غير ديمقراطيين، كما كشف مدعيي حقوق الإنسان”.
واستطرد: “هناك منظمة تدعى الرابطة التونسية لحقوق الإنسان (تأسست عام 1976) وهناك عشرات في السجون من المدونين والمدنيين وعشرات تم الاحتفاظ بهم في إقامة إجبارية وعشرات مُنِعوا من السفر، نحن قمنا بإضراب جوع والرابطة لم تتكلم”.
وفسّر الحزقي صمت الرابطة وبعض النخب بأنهم “أناس معادين للديمقراطيين ولا يزالون يعيشون في القرون الوسطى، ولهم تفكير قَبَلي، فالتشفي والغل والحقد لهف عقولهم وقبلوا أن يكون هناك عنتر (..) يأتي على حصانه ليريحهم من جماعة (يقصد حركة “النهضة” صاحبة أكبر كتلة في البرلمان) لا يقبلونهم أيديولوجيا”.
واعتبر الحزقي أن “هؤلاء ليسوا نخبا تقدمية ولا حداثية، بل قبائل يدَّعون الثقافة وهم أبعد ما يكونوا عن الثقافة، لأن المثقف حر والحر يدافع عن الناس ويقبل الآخر ويموت من أجله”.
من وراء قيس سعيد؟
وبحسب الحزقي “هناك قوى تقف وراء سعيد من بقايا الجهاز النوفمبري (أتباع نظام زين العابدين بن علي) وعائلات مافيوزية، وهناك تقاطع مصالح مع بعض الدول، ولو أن ذلك خفت الآن، ولكنها لا تزال تعمل”.
وحول موقف الاتحاد العام للشغل، أكبر منظمة نقابية بتونس، مما يحدث، قال الحزقي إنها “نقابية وغالبا النقابات تمسك العصا من الوسط”.
وتابع: “مواقف الاتحاد مضطربة وغالبا تخضع لموازين القوى، وهناك صراع داخل القيادة، والمحدد ليست القيادة بل القاعدة”، مضيفًا: “أنا متأكد أن هناك بداية وعي لدى الهياكل القاعدية للاتحاد التي ستضغط لوضع حد للخلافات داخل القيادة”.
اليسار الوظيفي
ورفض الحزقي أن يسمى “اليسار” الذي يساند إجراءات سعيد باليسار، قائلا: “أنا لا أسميهم يسارا.. لا يعقل أن أُسمي شخصا يشمت ويتشفى بشخص آخر لأنه يختلف عنه بأنه يساري”.
وأضاف: “هذا اليسار الذي ذهب مع بن علي عام 1991 ضد الإسلاميين لا أسميه يسارا، هو ليس بيسار هو وظيفي، وهو لا يزال موجودا”.
وتابع: “حينما تقاطعت مصالحنا اليوم مع النهضة مثلا في مناهضة الانقلاب، اختاروا (بعض اليساريين) الاستبداد لأنهم حقودين فقط وليسوا مبدئيين، يقبلون معذبهم ويقبلون الاستبدادي ويرفضون الخصم الفكري”، مفسرًا ذلك بأنهم “عاجزون على أن يلعبوا لعبة الديمقراطية والانتخابات”.
واستطرد: “أنا شخصيا لم أعادِ الاتجاه الإسلامي أيام كنت عضوا في الرابطة التونسية لحقوق الإنسان في الثمانينات، بل ناضلت معهم ولم أتخاصم يوما مع الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا)، بل بالعكس تواجدنا كثيرا في اعتصامات ومظاهرات لأنهم تونسيون مثلنا”.
وحول اتهامات سعيد المتكررة لخصومه بالعمالة للخارج، قال الحزقي: “حوكمت عام 1974 بنفس التهمة، وبن علي كان يقول نفس الكلام”.
وشدد على أن سعيد “مرتبط بالخارج للنخاع.. مثل من سبقه بن علي وبورقيبة، هو لا يخاطب إلا أسياده في الخارج “، على حد قوله.
وتابع: “سعيد لا يخاطب التونسيين ولا الصحافة التونسية ولا يتناقش مع التونسيين”.
وختم بأن “هناك قوى خارجية تستعمله، وفرنسا التي كانت متورطة في بداية الأمر دفعته، لكنها الآن بدأت تتراجع، والغرب يحكم البلاد، ونحن وطنيون دافعنا عن السيادة الوطنية منذ 50 سنة”.
الأناضول