ردود فعل متباينة بين التأييد و الغضب، على إثر نقد و رفض استقبال محرزية العبيدي لـ”مومسات” ماخور سوسة تحت قبة التأسيسي، حيث قال المتضامنون مع المومسات بأنهنّ تونسيات مثل باقي فئات الشعب، هنّ فعلا تونسيات و لا ينكر عليهنّ أحد تلك الصفة.
لو حلّلنا الحدث بنظرة موضوعية لتذكّرنا أنّ مومسات ماخور سوسة زارهنّ مشائخ و دعونهنّ باللّين و الحسنى، للتوبة و للبحث عن لقمة عيش بعمل شريف و قام بعضهم بتوفيير عمل شريف للعشرات منهنّ بشهادة أهلنا بالساحل. و رأينا كيف كنّ تتباكين و تتضرّعن لله حتّى يغفر لهنّ و كيف كنّ يلعنّ نظام المخلوع الذي طوّعهنّ للعمل بالرذيلة. و جاء قرار الغلق اثر استياء المتساكنين المجاورين للماخور و شكواهم للقضاء الذي كان فيصلا بإصدار حكم بإغلاقه. و رغم أنّ أغلبهنّ، في الحقيقة كانت تحنّ للعمل القديم الذي امتهنته لعقود إلاّ أنهنّ ضلّين صامتات لأكثر من سنتين.
و الآن و بعد إدراج قوانين تتنافي مع هويّتنا و تعاليم ديننا أقصد بذلك قانون يكفل “حرية الضمير” (قانون مدرج في بروتوكول حكماء صهيون) تخرج علينا الصعاليك و بائعات الهوى مطالبات بإعادة فتح ما أسموه، بكلّ وقاحة، “مؤسسة” و ليس مطالبات بحقّهنّ في التشغيل. حيث أنّ الشعار الذي رفعنه طالبن فيه بحقّهن في العودة للعمل على غرار “زميلات” لهنّ بمواخير تونس العاصمة و صفاقس.
و لم تقف وقاحة ما أسميهنّ بالشرذمة الظالّة عند هذا الحدّ بل أصرّين على اقحام التيار السلفي في “تدهور” حالتهنّ الاجتماعية حيث قالت احداهنّ في لقاءها بمحرزية العبيدي اليوم أنّ سلفيّين هم من أخرجوهنّ من الماخور و لم تأت على ذكر قرار الغلق الصادر عن وزارة الداخلية.
و على ضوء هاته الدناءة، لا يمكن أن يُغفر تحرّك ليس من المستبعد أن تكون وراءه أيادي وسخة تسعى لضرب عصفورين بحجر واحد، إعادة فتح دور الدعارة المغلقة و نشر الفسق من جهة و مزيد من التشويه لتيار لم يمسّ التونسيين بسوء بشهادة الصادقين في بلدي، من جهة أخرى.