الثامن من جويلية ليس تاريخ يمرّ مرورَ كِرام على ذاكرةٍ عايشت وتعايشت مع غسان كنفاني. من منّا لم يفتح عينيه منذ الصغر على عائد الى حيفا وارض البرتقال الحزين؟، وأدب المقاومة الفلسطينية؟، من منّا لم يترك كنفاني في مخيلته أسطر بقيت صامدة…صمود فلسطين ليومنا هذا.
49 سنة عن فقدان الساحة لبطل، قلمه يشهد نضالاته، وشموخ عائد الى حيفا تعلو ركام قصف عايشته غزة خلال شهر ماي سنة 2021، لتُثبت مقولة غسان
تموت الأجساد لا الفكرة
منّ هو؟
لم يكن كنفاني يوما كاتبا أو صحفيا فقط، إنما أيضا مناضلا سياسيا كرّس حياته من أجل القضية الأمّ، من خلال تنصيبه المتحدث الرسمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، باعتبارها من الفصائل الفلسطينية.
بتاريخ 09 أفريل 1936، ولد بعكّا، شمال فلسطين، ليرحّل هو وعائلته قسرا إلى لبنان سنة 1948 زمن ما يعرف بالـ “نكبة”، من ثم الى سوريا، حيث نال شهادة الثانوية من مدارس دمشق عام 1952، ودخل قسم اللغة العربية في جامعتها.
انتقل كنفاني إلى بيروت عام 1960، حيث احتضنته الساحة الأدبية والصحفية، والتفتت الأنظار الى كتاباته، ليصبح مرجعًا ثابتا لكل المهتمين والمناصرين للقضية الفلسطينية.
إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية.. فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغيرالقضية
فما القصّة؟
سنة 1972، قامت الجبهة الشعبية بالتنسيق مع الجيش الياباني الأحمر بإطلاق النار في مطار اللدّ المحتلة، مستهدفة الاحتلال، الذي لم يلتزم الصمت بعد كسر شوكته، وبعد شهرين انتقم لخساراته.
ليتم اغتيال غسان كنفاني بزرع عبوة ناسفة تزن قرابة 9 كيلوغرامات تحت مقعد سيارته.
كان تشييع جثمانه حدث وطني جلل لم يشهده العالم العربي الا في مناسبات قليلة، حيث غصّت شوارع بيروت بما يزيد عن 40 ألفاً من المشيعين.
رحل المناضل بقلمه وترك وراء حبره، إرثا أدبيا يتجاوز الـ 18 كتابا، كما تُرجمت أعماله إلى 17 لغة، وانتشرت في 20 دولة.
أتعرفين ما هو الوطن يا صفية ؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله