لئن تعددت مبادرات الحوار لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تردّت فيها البلاد، إلا أن كل تلك المبادرات لم تجد آذانا صاغية من هنا ومن هناك. ويرى أغلب الملاحظين أن كل حوار وطني ينحصر في مجرد رغبة سياسية أو “شهوة” أو “نزوة” ذاتية سيكون مصيره الفشل قبل أن يبدأ.
فقد قال نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، في حوار مع جريدة الصباح في عددها الصادر الجمعة 5 مارس، إن رئيس الجمهورية يشترط انطلاق الحوار الوطني باستقالة رئيس الحكومة، لكن الاتحاد لا يمكنه أن يطلب من هشام المشيشي الإستقالة وليس من دوره طلب استقالة أي كان”..
وأكد الطبوبي في هذا السياق أن حركة النهضة قبلت بمبادرة الاتحاد من جانبيها الإقتصادي والإجتماعي ورفضت الجانب السياسي بتعلة أنه ليس من دور الاتحاد، مشيرا إلى أن ذلك ما يتم تداوله في جميع تصريحات قياداتها.
وقال الأمين العام للاتحاد إنه على رئيس الجمهورية كشف الوزراء الذين تحوم حولهم شبهات فساد والقبول بأداء اليمين للبقية ويتم فتح حوار وطني.
بدوره قال رئيس الحكومة هشام المشيشي السبت 6 مارس 2021 إن ربط رئيس الجمهورية قيس سعيد انطلاق الحوار الوطني بتقديم استقالته هو كلام لا معنى له مؤكدا أن استقالته غير مطروحة مشيرا إلى أنه لن يتخلى عن مسؤوليته تجاه البلاد ومؤسساتها الديمقراطية واستحقاقات الشعب.
وأوضح المشيشي في تصريح إعلامي على هامش إحياء ذكرى الشهيد الرائد توفيق الميساوي الذي توفي اثر عملية إرهابية شهدتها السفارة الأمريكية بتونس أن تونس بحاجة للاستقرار ولحكومة تستجيب لتطلعات الشعب..
من جانبها أكدت حركة النهضة أن الجلوس إلى طاولة الحوار هو المخرج الوحيد للبلاد من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد،.
وجدّدت النهضة في بيان لها التعبير عن التفاعل الإيجابي مع كلّ مبادرات الحوار البنّاءة وعلى رأسها مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، والتّي من شأنها تفكيك الأزمة السياسيّة وتعزيز نجاعة عمل الحكومة وكل مؤسسات الدولة.
واعتبر تقرير صندوق النقد الدولي أن أحد أسباب الأزمة هي عدم الإستقرار السياسي والحكومي وصراع المؤسسات والتجاذبات السياسية وغياب الحوار المجتمعي الجدي بين مختلف الفاعلين في البلاد.
وهي حقائق كان تقرير موديز للتصنيف الائتماني قد ذكرها جميعا تقريبا في تعليل أسباب تخفيضه للاقتصاد التونسي.
بعض القوى السياسية في تونس تدرك أن الشعب لا يمكن أن يمنحها أو يركن عليها في قيادة البلاد ليس لها من هم غير العمل على إطالة الأزمة السياسية والاستمرار في العبث والوقوف دون بلوغ الشعب مرحلة الحوار الوطني، لأنها تدرك بأن الحوار الوطني وإيجاد حل للأزمة السياسية سيكشف الحجم الحقيقي لتلك القوى ويفضح النوايا الحقيقية.