﴿ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ﴾
يعني الشهوة تحقق لذة للإنسان ، ما قال لك إن الشهوات لا يحبها الإنسان ، الشهوة محببة ، شيء طبيعي ، كل الشهوات التي أودعها الله فينا محببة إلى الإنسان ، الشهوة تقدم لك لذة آنية ، متناقصة يعقبها كآبة ، لكن تقدم لك لذة آنية متناقصة تتبعها كآبة ، هؤلاء الذين يُنشؤون المقاصف ، مع الخمور ، مع الراقصات ، مع المغنين تجد خمسين مركبة أمام مدخل هذه المقاصف ، ماذا يوجد في الداخل ؟ يوجد امرأة تغني وأخرى ترقص وهناك خمر ، و لحم ، و أكل ، هذه لذائذ كلها ، لكن طاعة الله عز وجل تعطيك سعادة متنامية ولا تنتهي بالموت ، تستمر حتى في القبر ، إلى أن تصل بك إلى جنة عرضها السماوات والأرض .
لذلك
﴿ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ ﴾
في عندك ممانعة ، في عندك نفس قد تكون أمارة بالسوء أو أقل شيء ترتاح من دون أن تعمل صالحاً ، ولحكمة بالغةٍ بالغة جعل الله الأعمال الصالحة تحتاج إلى وقت ، وإلى جهد ، وإلى مال ، وإلى إرادة قوية ،
﴿ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ﴾
أولاً : الله عز وجل حينما نهاك أن تأكل المال الحرام ، نهى مليار وخمسمئة مليون مسلم ألا يأخذوا المال الحرام ، الأمر لصالحك ، كم من المسلمين حولت لهم مبلغاً خطأ ردوه إليك ؟ لولا الأمر بتبرئة الذمة لما ردّ إليك المبلغ ، فإذا أمرك أن تكون أميناً أمر كل من حولك أن يكونوا أمناء معك ، إذا أمرك أن تكون مستقيماً أمر كل من حولك أن يكونوا مستقيمون معك .
إذاً الشهوة تحقق لذة آنية ، متناقصة ، تعقبها كآبة ، بينما السعادة التي تتأتى من الطاعة تحقق سعادة مستمرة متنامية تنتهي بك إلى الجنة .