لم أستغرب من الغضب الذي أبداه التونسيون على شبكة التواصل الاجتماعي أو عبر وسائل الإعلام العام والخاص من تدوينة نوفل سعيد شقيق الرئيس قيس سعيد والتي جاء فيها “”قولوا عنّي ما تشاؤون… قولوا عنّي كلّ ما تريدون…. قولوا عنّي ذلك هو المجنون… قولوا عنّي خالف نواميس الفنون… قولوا عنّي جاء قبل الوقت أو بعده بقرون… المهم.. لن تغمض لكم بعد اليوم جفون… ولن تضحكوا أكثر على الذقون…”.
قلت لم أستغرب من غضب التونسيين وهم الذين عانوا من تدخل أفراد عائلات الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي وما كان لهم من دور في نهب الثروات و التغلغل في دواليب الدولة وكتم أصوات الأحرار من الشعب حتى أصبحوا دولة في قلب الدولة ولذلك وقف ابناء الشعب كقلب رجل واحد ضد ما جاء في تدوينة نوفل سعيد ورأوا فيها تهديدا صارخا بل وذهب بعض السياسيين إلى تحميله مسؤولية أي اعتداء يتعرض له ومن بينهم القيادي بحركة النهضة السيد الفرجاني.
أما عن نفسي فحالما قرأت التدوينة تساءلت هل كتب نوفل سعيد تدوينة على لسان شقيقه قيس سعيد وهي رد على سخرية التونسيين من الرسالة الموجهة لرئيس الحكومة هشام المشيشي أم تخص شخص نوفل سعيد فقط و موجهة لأشخاص أضروا به هو لأن التدوينة تضمنت “قولي عني وهي عبارة تكررت 5 مرات في التدوينة….فمن هو المعني بعبارة “عني”نوفل أم قيس سعيد؟.
رأيي في ذلك أن التدوينة معنية برئيس الدولة لان نقاد ممارساته قالوا بالفعل إنه من كوكب آخر و يتعامل بعقلية قرون مضت وهنا أسأل هل رئيس الدولة على علم بهذه التدوينة؟ هل كلف شقيقه بتوجيه العبارة المهددة للتونسيين “لن تغمض لكم بعد اليوم جفون”؟ .ليت السيد نوفل سعيد يجيب ويوضح.
هذا و بعد غضب سياسيين و إعلاميين وأغلب نشطاء موقع التواصل “فيسبوك” نشر نوفل سعيد تدوينة أخرى اليوم الجمعة 19 فيفري 2021 يقول فيها أنه مواطن حر و أن تدويناته تلزمه وحده و لا تلزم أي جهة أخرى سواء كانت رسمية أو غير رسمية و أنه ليس ناطقا رسميا لاي جهة كانت مؤكدا في نهاية تدوينته على أنه مواطن حرا في دولة حرة.
فإذا كان نوفل سعيد يصر على أنه حر وفي دولة حرة ويكتب ما يشاء لماذا يسعى لمصادرة حرية التونسيين عندما أبدوا آراءهم في شأن الرسالة الموجهة بتلك الطريقة لرئيس الحكومة أو في شأن أغلب تصرفات الرئيس؟ لماذا تهديد التونسيين بعدم تركهم يغمضون جفونهم؟.
أليس التونسيون أيضا أحرارا في دولة حرة شعبها تصدى لرئيس استعبد الناس وهلك مع افراد عائلته وعائلة زوجته النسل والحرث؟.
ستبقى بالفعل عيون التونسيين مفتحة ولن يغمض لهم جفن للتصدي لكل من يحاول إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 14 جانفي 2011.
ليلى العود