منذ أن بدات تحركات المنحرفين واللصوص في بعض ولايات الجمهورية في نهاية الأسبوع الماضي تعددت القراءات في شأنها ولم يستثنى فيها أي طرف عن تورطه فيها خاصة و أن هناك صفحات باسم رئيس الجمهورية قيس سعيد تبارك هذه التحركات الليلية مما جعل نوابا و نشطاء منصات التواصل الاجتماعي يطالبون بتوضيح من الرئاسة حول ما تدعو إليه هذه الصفحات.
وفي حين كنا ننتظر كلمة طمأنة يتوجه بها الرئيس للشعب التونسي للتنديد بهذه الصفحات وتبرؤه منها ودعوة منه لتجميع التونسيين بما أنه رئيس الجميع و الحاضن لهم إلا أننا تفاجأنا بخروجه إلى منطقة المنيهلة والتفاف أنصاره حوله في مخالفة للبروتوكول الصحي في وضع وبائي يزداد خطورة يوما عن يوم ليكون بذلك القدوة السيئة في الوقاية من هذا الوباء.
واما في قوله لأنصاره ” أنا جئتكم إلى هنا ولم أكلمكم من بعيد لاقول لكم لا تتظاهروا ليلا “فإنني أفهم منه أولا أنه ليس رئيس كل التونسيين بل تارة رئيس كتلة حزبية بالبرلمان وتارة رئيس لانصاره في منطقة سكناه الأصلي وجاء ليكلمهم دون بقية التونسيين لتنحدر بذلك شعبيته أكثر فأكثر ويخسر اصواتنا ونحن الذين انتخبناه وشعرنا يوم فوزه بانه يوم عيد ..كما نفهم من كلامه أيضا أن انصاره هم الذين يتظاهرون فنصحهم بعدم التظاهر ليلا.
ومازاد المشهد خطورة هو عدم مطالبة هؤلاء الانصار الذين التفوا حوله بمطالب اجتماعية وهو مطلب كل التونسيين المقهورين بل هتفوا بحل البرلمان والأحزاب وهو تهديد لمؤسسات الدولة و شعرنا أنهم يؤيدون مخطط قلب نظام الحكم إلى رئاسي … هذا النظام الذي استشهد المئات وأصيب الالاف من أبناء الشعب التونسي لاقتلاعه.. وهو النظام الذي ترغب فيه دول غربية وعربية مارقة ليتسنى لها التحكم في شخص واحد تروضه وتركعه بكل الاغراءات او التهديدات ليركع هو بدوره الشعب ويصبح لسان حاله ما اريكم الا ما ارى ..و أنا أو لا أحد..فماذا جنت تونس من النظام الرئاسي غير الاستبداد وتغول عائلات و حاشية وجواسيس الرئيس و تمعشهم من ثروات البلاد.؟
وقد عرضت صفحة الرئاسة هذا المشهد الذي يهتف فيه أنصار الرئيس بحل البرلمان والاحزاب ليقال أنه مطلب شعبي او بالاحرى “الشعب يريد” في حين لا يسمح اليوم لاي طرف سياسي بان يتكلم باسم الشعب نظرا لهذا الانقسام والتشتت السياسي.. فقد يخرج أنصار أي طرف سياسي الان ليهتفوا بما يريدون ضد الطرف السياسي الآخر بمن فيهم رئيس الجمهورية ليفتح بذلك لا قدر الله باب الحرب الاهلية بين أنصار كل طرف.
أقول لهؤلاء الذين هتفوا بسرقة مؤسسات الدولة وحلها هي سرقة لا تقل خطورة عن سرقة المحلات العمومية والخاصة التي قام بها المنحرفون في تحركاتهم الليلية في نهاية الاسبوع.
بقلم ليلى العود