الأمية الإعلامية هي فضاء كلامي فارغ من كل محتوى إعلامي جاد، لا تعرف ما تزرع، وما تزرعه لا يمكن أن يحصد، وإذا ما حصد لا ينفع..! كل هذه العبارات تختزل ما تقدمه قناة –التاسعة- وغيرها من القنوات.
فقد أثارت الفقرة التي مرت في برنامج “ديما لاباس”، على قناة –التاسعة- واعتبرها كثيرون مسيئة لصورة المرأة ومهينة لها فضلا عن حملها ايحاءات جنسية جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد شهدت حلقة يوم السبت من برنامج “ديما لاباس” على قناة التاسعة لعبة مقزّزة فيها إيحاءات جنسيّة غير لائقة بين ميس لاباس وحكمة كرة القدم سمر حسني مما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي وعبّر رواد الفيسبوك عن غضبهم تجاه بثّ مثل هذه المشاهد والنزول إلى ذلك المستوى.
فالبذاءة والصفاقة التي أظهرتها قناة التاسعة ليست بالجديدة، ففي وقت تخوض البلاد حربا على فيروس كورونا يخرج علينا علاء الشابي “كاشف مستور المطلقين والمطلقات” ببرنامج مدفوع الأجر يخدم أجندات معينة ولوبيات معلومة تنهش من زمان جسد المرأة .
البذاءة والصفاقة التي أظهرتها قناة التاسعة يوم السبت الماضي ليست بالجديدة
وما نشاهده في وقتنا الحاضر من تضليل وكذب وافتراء في بعض وسائل الإعلام، يؤكد حقيقة الدناءة التي وصل إليها القائمون على هذا الإعلام.
فالتشويه وقلب الحقائق والتعمية والتغطية أصبح الخبز اليومي لعدد من وسائل الإعلام، هذا دون أن ننسى التفاهة والبرامج الهابطة وتثبيط العزائم.
للإعلام مسؤولية اجتماعية ووطنية ومن واجبه أن يتطرق للمشاكل أو الأحداث التي يتعرض لها الوطن بالنقد والتحليل والنقاش البناء من طرف أهل الخبرة في الموضوع وذلك للمشاركة في إيجاد الحلول الناجعة.
إن أحسن عقاب يمكن أن يسلط على أي وسيلة إعلامية هو فضحها وهجرها
فالإعلام جزء من حياة الناس”، فهو يلعب دورًا كبيرًا وخطيرًا في معرفة الحقائق وتوظيفها ويلعب نفس الدور في تزييف الحقائق، ويكون ذلك عندما تنعدم الضوابط والأخلاقيات ولا يكون هناك ميثاق شرف إعلامي أو رادع قانوني.
إن أحسن عقاب يمكن أن يسلط على أي وسيلة إعلامية هو فضحها وهجرها، أي وسيلة إعلام تعيش من مشاهديها أو مستمعيها أو قرائها، فإذا تبين فسادها، فهجرها يصبح ضرورة.
وإذا فقدت الوسيلة الإعلامية جمهورها يكون موتها محقق.
وتر الإعلام الآن يأخذ منحى خطير جدا على المجتمع وفئاته الهشة
ويرى عدد من الخبراء، أن وسائل الإعلام يجب تلعب دور الضبط الاجتماعي في تونس ما بعد الثورة بحكم قدرتها على توصيل الأراء والسلوكيات والقوانين والسياسات العامة المتعلقة بالعيش المشترك، وهو دور طالما وقع تغييبه.
وتعتبر وسائل الإعلام اليوم عنصرا محددا في الضبط الاجتماعي، بالإضافة إلى العناصر التقليدية مثل الدين والعادات والتقاليد والقانون هذا بالإضافة إلى عناصر الضبط الذاتي.
في المقابل، يعتبر عدد أخر أن وسائل الإعلام في حد ذاتها تحتاج إلى من يمارس عليها الضبط الاجتماعي، وكأني بها في واد والمجتمع في واد آخر كل يعزف على وتر، ووتر الإعلام الآن يأخذ منحى خطير جدا على المجتمع وفئاته الهشة.