أعلنت الرئاسة الفرنسية، الخميس 19 نوفبر 2020، أن باريس تريد إشرافا دوليا لتطبيق وقف إطلاق النار في صراع إقليم قره باغ، وسط مخاوفها من أن موسكو وأنقرة قد تبرمان اتفاقا لإبعاد القوى الغربية عن محادثات السلام المستقبلية.
ولم تشارك فرنسا والولايات المتحدة في اتفاق إنهاء القتال في الإقليم رغم عضويتهما في رئاسة مجموعة مينسك، التي تشرف على النزاع.
يذكر أنه تم يوم 10 نوفمبر 2020 توقيع إعلانا مشتركا حول وقف إطلاق النار في قره باغ بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان،
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده حاضرة ميدانياً وسياسياً في اتفاق “قره باغ” المبرم بين أذربيجان وأرمينيا قبل أيام
هذا و تظاهر آلاف الأرمينيين في العاصمة يريفان و طالبوا بتنحي رئيس الوزراء نيكول باشينيان كما نظم المئات مسيرة إلى البرلمان وهم يهتفون بشعارات تصفه بـ”الخائن” لتوقيغعه وثيقة الإستسلام.
والسبت 14 نوفمبر 2020 أعلن جهاز أمن الدولة الأرميني أنه أفشل محاولة انقلاب على السلطة واغتيال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، بينما تستمر الاحتجاجات والاضطرابات في البلاد بعدما وافقت الحكومة على اتفاق للسلام مع أذربيجان.
و قال بيان لجهاز أمن الدولة إنه تم اعتقال رئيس الجهاز السابق آرتور فانيتسيان، ورئيس الجمهورية السابق سيرج سارغيسيان، ورئيس الحزب الجمهوري داشناق تسوتيون، بتهمة التآمر لاغتيال رئيس الوزراء والانقلاب على السلطة.
هذا ويخشى مراقبون أن يكون طلب فرنسا إشرافا دوليا في إقليم قاره باغ لتعيد سيناريو إفريقيا الوسطى حيث تزايدت فيها الجرائم ضد مسلميها .منذ دخول الجيش الفرنسي في 5 ديسمبر 2013 بقرار أممي.
فأمام أنظار الجنود الفرنسيين قام مسيحيو البلاد بالتفنن في اضطهاد المسلمين حيث تراوحت أعمالهم الإرهابية بين حرق المسلمين أحياء وقطع أجزاء من أجسادهم وأكلها أمام أنظارهم وشق بطون الحوامل المسلمات وذبح الاطفال بالمناجل وصولا إلى فرمهم تحت الحافلات وهدم منازلهم ومساجدهم وتهجيرهم بالقوة.
وقال شهود عيان آخرون أن الجنود الفرنسيين ينزعون السلاح من المواطنين ثم يتركونهم تحت رحمة المسيحيين ليقتلوهم ويعذبوهم.
كما كشفت تقارير أممية قيام جنود فرنسيين بانتهاكات جنسية في حق أطفال من إفريقيا الوسطى.وفي نهاية جويلية 2014 أبلغت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وزارتي الدفاع والخارجية الفرنسية بشهادات أطفال من جمهورية أفريقيا الوسطى يتهمون عسكريين فرنسيين من قوة سانغاري باعتداءات جنسية بحقهم”.
ومن جانبه أفاد الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في جوان 2015 أن جنودا أمميين تابعين لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد بزعم تحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى يقومون باغتصاب أطفال الشوارع في العاصمة “بانجي”.
كما كشف تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، في العام 2015 ، حمل اسم ” محو الهوية ” أن مسلمين في جنوب إفريقيا يتعرضون للتهديد بالقتل إن لا يستجيبوا إلى دعوات التنصير والتخلي عن الإسلام.
وأفاد التقرير الذي نشرته المنظمة في موقعها الرسمي على شبكة الانترنت، إن “بعض مناطق غرب إفريقيا الوسطى، شهدت منع ميليشيات الأنتي بالاكا المسيحية المسلحة المسلمين العائدين إلى ديارهم، بعد الاحداث الدامية التي عرفتها البلاد عام 2014، من ممارسة شعائرهم الدينية، ومن الإفصاح عن هويتهم الدينية على الملأ”.
كما ذكرت مواقع إسلامية فرنسية أن عددا من المساجد التي دمرتها المليشيات المسيحية المسلحة تحولت إلى حانات لبيع الخمر ومراقص.فيما دمرت مساجد أخرى على آخرها.
ويذكر أن الحرب الأهلية في جمهورية إفريقيا الوسطى جاءت بعد الإطاحة بالرئيس النصراني فرانسوا بوزيزي في نهاية مارس 2013 عبر تحالف ” سيليكا ” ذي أغلبية مسلمة ليحل مكانه ميشيل غوتوديا كأول رئيس مسلم للبلاد بعد ان غير اسمه القديم ” محمد ضحية ” بضغط غربي
إلا إن التدخل العسكري الفرنسي أرغم ميشيل جوتوديا على التنحي عن منصبه في 10 جانفي 2014 مع رئيس وزرائه نيكولا تيانجاي، وكان ذلك عقب اجتماع للدول الإقليمية بضغط فرنسي، لحمله على اتخاذ قرار ينهي فترة حكمه الانتقالي والتي تسببت في سقوط المئات من القتلى ونزوح نحو مليون من مساكنهم.
وفي 20 جانفي 2014 انتخب برلمان جمهورية إفريقيا الوسطى المسيحية سامبا-بانزا من قائمة تضم ثمانية مرشحين لتكون أول رئيسة مؤقتة للبلاد لتتزايد معاناة المسلمين وإبادتهم في ظل حكمها.
هذا ويترأس إفريقيا الوسطى حاليا الرئيس فوستين تواديرا و قد أعلن في سبتمبر الماضي أنه سيخوض سباق الرئاسة للفوز بولاية ثانية في انتخابات ديسمبر المقبلة،
و أفريقيا الوسطى مستعمرة فرنسية سابقة من عام 1889 حتى عام 1959، حيث تعتبر فرنسا كل مستعمراتها جزءا من تراب فرنسا إلى الآن، ولم تسمح لأي منها بالاستقلال الحقيقي.
هذا وتعد نسبة المسلمين في إفريقيا الوسطى تقدر بحوالي 20-25% من السكان، وتوجد النسبة الكبرى منهم في شمال البلاد في جهة حدود تشاد والسودان،بينما تبلغ نسبة المسيحيين حوالي 45-50%، وهم موزعون بين كاثوليك وبروتستانت، وباقي السكان يدينون بديانات محلية.
وتقول مصادر إن تجارة الذهب والألماس التي تشكل 80% من حجم اقتصاد إفريقيا الوسطى في يد المسلمين، وفرنسا هناك من أجل انتزاع هذه السيطرة والإشراف على آبار البترول واليورانيوم”.
ليلى العود