سجل المغرب ومصر -الجمعة- أعلى حصيلة يومية للمصابين بفيروس كورونا المستجد منذ ظهور الجائحة في البلدين، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من مرحلة جديدة وخطيرة للفيروس سمّتها تسارع العدوى، إذ سجل الخميس أكبر عدد للإصابات في يوم واحد منذ اندلاع الجائحة.
وقالت وزارة الصحة المغربية إنها سجلت يوم الجمعة 539 إصابة جديدة بالفيروس المستجد، وهي أعلى حصيلة يومية منذ ظهور الوباء بالمملكة مطلع مارس الماضي، معظمها في مصنع للفراولة في بلدة للاميمونة شمالي البلاد.
وأضافت الوزارة أنه عقب إصابات الجمعة ارتفع إجمالي المصابين إلى 9613 شخصا، توفي منهم 213، في حين تفوق نسبة التعافي 84%.
مكان البؤرة
وأفادت وسائل إعلام محلية الجمعة بأن معظم الحالات الجديدة سجلت في صفوف عاملات في مصنع للفراولة الموجود في بلدة تبعد مسافة 150 كلم شمالي العاصمة الرباط، وذلك في منطقة مشمولة بقرار حظر مغادرة المنزل دون تصريح، لكن تطبيق إجراءات العزل العام في المناطق الريفية والمناطق شبه الريفية يظل مهمة صعبة.
ونبهت وزارة الصحة إلى ضرورة احترام الإجراءات الوقائية في أماكن العمل، كما سبق للسلطات أن أعلنت إجراء اختبارات واسعة النطاق على مستوى الفضاءات المهنية، مشجعة على استئناف الأنشطة الاقتصادية.
ولم تكن الحالات اليومية للمصابين بفيروس كورونا في المملكة تتجاوز الـ 100 في الغالب.
ويرتقب أن تعلن السلطات اليوم السبت عن تسريع الرفع التدريجي للحجر الصحي المستمر في المدن الكبرى ومحيطها، بينما خفف في سائر المناطق، مع تمديد حالة الطوارئ الصحية حتى 10 جويلية المقبل.
الإصابات في مصر
وفي مصر، رصدت السلطات 1774 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد الجمعة، وهو أعلى عدد إصابات تسجله البلاد في يوم واحد منذ بدء تفشي الجائحة، مقارنة مع 1218 حالة في اليوم السابق.
وسجلت السلطات المصرية 79 حالة وفاة جديدة الجمعة مقارنة مع 88 الخميس، وذلك قبل نحو أسبوعين من الموعد المقرر لتخفيف التدابير الإحترازية لمواجهة المرض.
وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة في بيان بأن إجمالي المصابين زاد إلى 52 ألفا و211 حالة، من ضمنهم 13 ألفا و928 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي و2017 حالة وفاة.
وأضاف المتحدث أن المحافظات التي سجلت أعلى معدل إصابة هي القاهرة والجيزة والقليوبية، في حين سجلت محافظات البحر الأحمر ومطروح وجنوب سيناء أقل معدلات إصابة.
وفي السعودية، أعلنت السلطات الجمعة تسجيل 45 وفاة و4301 إصابة جديدة بالفيروس، ليناهز إجمالي الوفيات 1184 والمصابين 150 ألفا و292، وتعافى من المرض 95 ألفا و764 حالة.
وواصلت أعداد الإصابات الجديدة في المملكة الارتفاع في الأسابيع القليلة الماضية، مع بدء السلطات تخفيف القيود على التنقل والسفر في 28 ماي الماضي.
وأعلنت السلطات السعودية الشهر الماضي أن الحظر المفروض على أنحاء المملكة سيُرفع تماما في 21 جوان، باستثناء مدينتي مكة وجدة.
عالميا
وعلى الصعيد العالمي، أظهر إحصاء لرويترز يوم الجمعة أن عدد من أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في العالم فاق 8 ملايين و530 ألف شخص، بينما توفي 453 ألفا و834 جراء المرض الذي ظهر لأول مرة في الصين نهاية العام الماضي.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الجمعة من أن جائحة كورونا تتسارع، وأن عدد حالات الإصابة الخميس بلغ 150 ألف حالة، وهو أكبر حصيلة إصابات يومية في يوم واحد، قرابة نصفها سجل في الأمريكتين.
وحث مسؤول المنظمة، في مؤتمر صحفي عن بُعد، الناس على الإبقاء على التباعد الاجتماعي و”أقصى درجات الحيطة”.
وأثار خبير الطوارئ في منظمة الصحة مايك ريان الانتباه إلى الوضع الوبائي في البرازيل التي قال إن 1230 شخصا ماتوا فيها بالمرض المستجد في الساعات الـ 24 الماضية.
وتعد البرازيل ثاني أكبر بؤرة للجائحة في العالم بعد الولايات المتحدة، إذ قارب المصابون فيها حاجز المليون، وتوفي جراء الفيروس 47 ألفا و748.
وفي سياق متصل، دعت السلطات الصحية الإيطالية الجمعة إلى “توخي الحذر”، بعد ملاحظة “مؤشرات منذرة” حول انتقال عدوى كورونا الأسبوع الماضي، ولا سيما في روما، وقالت إن “انتقال الفيروس لا يزال قويا”.
ولاحظ المعهد العالي للصحة في إيطاليا في تقريره الأخير للأسبوع الممتد بين 8 و14 جوان الجاري أنه “في بعض المناطق، أمكن ملاحظة مواصلة تسجيل عدد مرتفع من الإصابات بالفيروس”.
وتوصل تقرير المعهد نفسه إلى أن فيروس كورونا كان موجودا في مياه الصرف الصحي بمدينتي ميلانو وتورينو شمالي البلاد، قبل شهرين من الإعلان رسميا عن أول إصابة بالمرض في البلاد في فيفري الماضي.
موجة ثانية
وفي الأراضي الفلسطينية، أعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة اليوم عن دخول موجة ثانية من فيروس كورونا إلى البلاد بعد تسجيل 62 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، وهو أعلى معدل إصابات يسجل خلال يوم واحد منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس في مارس الماضي، وحتى الآن بلغ عدد الإصابات بالفيروس في الضفة الغربية 507 إصابات، بينها وفاتان، وفي قطاع غزة 72 إصابة، بينها وفاة واحدة.
ولا يزال الفيروس ينتشر بوتيرة عالية في مناطق بآسيا، خاصة في الهند وباكستان اللتين يتوقع أن تصبح الإصابات فيهما بالملايين في حال لم يتم الالتزام بالتدابير الوقائية.
ولا يختلف الأمر كثيرا في أفغانستان التي أحصت رسميا 27 ألف إصابة، بينها 500 وفاة، حيث قدر حاكم كابل وجود مليون مصاب في العاصمة وحدها، وحذر من حدوث ما وصفها بكارثة، مشيرا إلى تقارير عن ارتفاع عدد الوفيات وقيام أشخاص بدفن جثث ليلا.
الأطباء يعانون
وفي السياق، أعلنت رئيسة جهاز الرقابة الصحية الحكومي في روسيا اليوم وفاة قرابة 500 من أعضاء الفرق الطبية الروسية جراء إصابتهم بفيروس كورونا، وهو رقم أعلى بكثير من الحصيلة السابقة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقر بوجود مشاكل في توفير معدات الحماية الشخصية للأطباء.
وسجلت روسيا 182 وفاة جديدة، مما يرفع إلاجمالي إلى 7660 وفاة، وتم تسجيل 7790 إصابة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 561 ألف إصابة.
وإلى جانب روسيا تشهد دول أخرى تناميا في عدد الوفيات والإصابات في صفوف الطواقم الطبية، ومن بين هذه الدول مصر التي تتسبب فيروس كورونا في وفاة نحو 70 من أطبائها، فضلا عن إصابة 450 آخرين، وفق عضو في نقابة الأطباء.
وعلاوة على الوفيات والإصابات بات الأطباء في مصر يشكون من القمع عقب اعتقال 5 منهم، لإنتقادهم تعامل السلطات مع تفشي وباء كورونا.