قام بعض القادة والسياسيين في عدد من الدول باستغلال تفشي وباء “كورونا” المستجد بشكل كبير، لتحقيق أهداف سياسية.
فقد نجحت العديد من الحكومات في التخلص من ضغط المظاهرات والاحتجاجات الكبيرة، التي تطالب بإجراء تغييرات سياسية.
ولعل من أبرز المستفيدين من تفشي المرض، هو رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، فبعد إعلان تفشي المرض في (إسرائيل)، قررت محكمة القدس إرجاء محاكمته بتهمة الفساد لمدة شهرين، بعد ما كانت مقررة في 17 مارس/آذار الجاري.
كما تم إعلان تأجيل تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رئيس هيئة الأركان السابق وزعيم تحالف “أزرق أبيض” “بيني جانتس”، بعد الانتخابات التي جرت هذا الشهر.
من جانبه، قال الكاتب الإسرائيلي “برنارد أفيشاي”: “إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدف إلى حشد ناخبيه في الانتخابات المقبلة، فإن نتنياهو سيجعل ناخبي المعارضة ينسون نتائج الانتخابات السابقة”.
الجزائر
كما أن الرئيس الجزائري الجديد “عبدالمجيد تبون” استفاد من تفشي الفيروس بشكل كبير، فقد خلت شوارع الجزائر للمرة الأولى من المظاهرات والحراك الذي تشهده منذ أكثر من عام.
وكان “تبون” قد أعلن حظر كافة التجمعات والمسيرات في البلاد، وقال: “الدولة بقدر ما هي حريصة على احترام الحريات والحقوق، بقدر ما هي مسؤولة عن حماية الأشخاص والممتلكات”.
وللمرة الأولى منذ 57 أسبوعا، خيم الصمت على الشوارع بدلا من المظاهرات والهتافات المطالبة بتغيير النظام، وذلك بعدما نجح الحراك طيلة أكثر من عام، في التغلب على كافة المصاعب التي كان تفرضها الظروف سواء سوء الأحوال الجوية والعطل السنوية والصيام في شهر رمضان.
من جانبه، قال الوزير الأسبق، الدبلوماسي “عبدالعزيز رحابي”: “التعليق المؤقت للمسيرات بسبب المخاطر الصحية، واجب وطني ويحفظ حقنا في التظاهر بحرية من أجل جزائر قوية وأكثر عدلا”.
العراق
وفي العراق، تراجعت حدة المظاهرات والاحتجاجات بشكل كبير، بعد تفشي فيروس “كورونا” في أغلب المدن العراقية وتسجيل 266 حالة إصابة و23 حالة وفاة ولإحكام السيطرة على الشارع، أعلنت السلطات العراقية منع أي تجمعات أو مظاهرات، وفرض حظر للتجول في عموم محافظات البلاد.
وخلال فترة تفشي الفيروس، أعلن الرئيس العراقي “برهم صالح”، تكليف محافظ النجف السابق “عدنان الزرفي”، بتشكيل حكومة جديدة في العراق، بعد فشل المرشح السابق لمهمة تشكيل الحكومة العراقية “محمد توفيق علاوي” بتشكيل حكومة ترضي جميع الأطراف.
هونج كونج
أما هونج كونج، فقد تراجعت فيها المظاهرات بشكل كبير، بعد إعلان فرض الحجر الصحي لمكافحة الفيروس، الذي انطلق من الصين أقرب الدول المجاورة لها.
وعلى مدار أكثر من 9 أشهر، استمرت الاحتجاجات في هونج كونج رفضاً لقانون ينص على تسليم مطلوبين لبكين، ورغم سحبه لاحقا، توسعت الحركة وتحولت إلى معارضة للحكم الصيني للمدينة.
ومنذ مارس/آذار 2019، وقعت اشتباكات عديدة بين المتظاهرين وقوات الأمن، لكنه مع بداية عام 2020 وتفشي المرض في الصين، انخفضت حدة المظاهرات تدريجياً.
المصدر: الخليج الجديد