عندما تخرس الاصوات ولا تسمع الا همسا خافتا هنا وهناك, وتترك الساحة لاصوات مرتفعة بما يشبه الكلام ولا كلام … غوغاء اشبه ما يكون بهستيريا من لا يعي ما يقول ولا يفقه ما يلفظ , لانه ووبساطة لم يتعود ان يفكر فيما يقول بقدر ما تتدرب على اعادة ما يسمع ويملى عليه فيتلاشى الصدى كزبد ما اثمر ..ولا اتمر……في خضم هذه الجلبة ….يرتفع صوت وفاء صاديا…صادقا.صدق وفائه للثوابت …ثوابت الهوية والانتماء….ثوابت التجذر في القيم التي هي اساس تقدم الامم ورقيها..الم يقل الشاعر الحكيم :الا انما الامم الاخلاق ما بقيت…ونحن في مفترق ان نبقى او نذهب…وحتى لا نذهب كغبار شعب كما اريد لنا لابد من العودة الى قيمنا …الى ثوابتنا… وما اغزرها واثراها لو نعلم….هذا ما اصرت عليه الحركة ..وفاء للقيم…وفاء للثوابت ..التزام بعدم تجاوز الخطوط الحمراء…….وفاء لدماء الشهداء هذا الدم الضارب في عمق التاريخ…دم زكي روى الارض لحماية العرض بدءا من اول قطرة (واول الغيث قطرة.)..منذ انطلاق الحماية وتغلغل الاستعمار الى اخر شهيد لسنة2013 ستظل وفاء وفية لهذه الدماء وستظل الصوت الجريء المرتفع في وجه سماسرة السياسة …والنخاسة …. تصدع بالحق دون زيف او رياء ممجوج بناويا اقل ما يقال عنها مريبة …وفية للشعب الذي تراد تحويل وجهته الى اللاوجهة …تذكر بان لا وجهة غير الوطن تونس البلد العربي المسلم المنفتح في غير انصهار على جيرانه في ندية لا تبعية….وحتى يتححق المطلوب ويستقل الوطن في اقتصاده…وهويته…ستصمد وفاء مهما البسوها من تهم قصر جهدهم عن اثباتها ..وستواصل وفاء المسيرة مسيرة ثورة تسرق وشعب يفقر….