يواصل كل من رئيس حكومة الوحدة في ليبيا عبد الحميد دبيبة و رئيس الحكومة المكلف من البرلمان الليبي، فتحي باشاغا حشد الدعم الدولي و العربي لحكومتيهما.
ففي زيارة غير معلنة رسميا، وصل رئيس حكومة ليبيا فتحي باشاغا، الجمعة 30 أفريل 2022، إلى تركيا على رأس وفد رفيع المستوى، لبحث عدد من الملفات “المهمة”.
وبحسب مصادر ليبية، فإن باشاغا، يجري رفقة عدد من نوابه ووزراء حكومته، زيارة إلى تركيا؛ لمناقشة التطورات الأخيرة، وإمكانية إجراء الانتخابات في الوقت المناسب.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إن الزيارة “في غاية الأهمية”، فباشاغا يريد أن يقف على حقيقة الموقف التركي “الضبابي” حول الاعتراف بحكومته، ورفع الدعم عن حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية والتي ترفض تسليم السلطة.
من جهته، قال الضابط الليبي المقيم في تركيا، العقيد سعيد الفارسي،في تصريح لموقع “عربي 21” إن “زيارة باشاغا إلى تركيا محاولة منه لكسب موقفها وتأييدها من أجل الدخول للعاصمة طرابلس، وإبعاد حكومة الدبيبة، لكنها محاولة فاشلة كون باشاغا وحكومته غير مرحب بهما لدى تركيا”.
و أوضح الفارسي أن “الزيارة لم تأخذ الطابع الرسمي، إذ لم نر في استقباله أي مسؤول تركي أو تسليط الضوء عليها في الإعلام الرسمي لتركيا، لذا هي خطوة لا فائدة منها. أما بخصوص الانتخابات، فالكلمة الفاصلة ستكون للمجلس الرئاسي بتجميد البرلمان ومجلس الدولة، وتشكيل حكومة مصغرة من أجل الوصول إلى الانتخابات”، وفق رأيه.
من جهته قال الكاتب السياسي الليبي، أسامة كعبار إنه “من المؤسف أن نرى الوضعية التي وصل إليها باشاغا من أجل الوصول للسلطة، فقد تم الزج به في لعبة سياسية قذرة، نجح من خلالها خليفة حفتر وعقيلة صالح والمخابرات المصرية في إرباك المشهد في المنطقة الغربية، وحرق ورقة إحدى أهم الشخصيات في الثورة الليبية”.
هذا ومن جهته ،أجرى رئيس حكومة الوحدة في ليبيا عبد الحميد دبيبة زيارة إلى الإمارات، الثلاثاء الماضي؛ لإجراء محادثات بشأن المستجدات السياسية في ليبيا.
وقالت مصادر، إن زيارة دبيبة إلى الإمارات، تأتي في إطار محاولات رئيس حكومة الوحدة الحصول على دعم دولي وعربي لتنفيذ مبادرة “عودة الأمانة للشعب” التي يسعى من خلالها إلى إجراء انتخابات برلمانية في يونيو المقبل.
وكان الدبيبة قد أدى في وقت سابق زيارة إلى الجزائر، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبون.
وقالت حكومة الوحدة، في بيان، إن اللقاء بين دبيبة وتبون ناقش الوضع السياسي القائم، والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في لقاء مع ممثلي الصحافة الوطنية، السبت 24 أفريل 2022، إن موقف الجزائر من الأزمة الليبية يكاد يكون حاليا مخالفا لمواقف أخرى.
وأكد تبون أنه لما تعينت حكومة أخرى في ليبيا،في إشارة إلى حكومة فتحي باشاغا، تغير موقف الجزائر ،مشيرا إلى أن بلاده مع الشرعية الدولية ومع حكومة عبد الحميد دبيبة المنبثقة عن هذه الشرعية.
وأوضح تبون أن: “الأشقاء في ليبيا طلبوا من الجزائر تنظيم مؤتمر دولي، والدولة الجزائرية بصدد دراسة الأمر وتحاول دوما لم الشمل لا التفرقة”،وفق قوله.
وقال تبون إن حل الأزمة في ليبيا هي العودة إلى شرعية الصندوق والشعب الليبي ،مضيفا ” لا بد من انتخابات تشريعية في ليبيا، لكي تعود الشرعية للشعب، والبرلمان هو من يقرر شكل الحكومة الجديدة”.
و حسب موقع “عين ليبيا” ، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس نواب طبرق يوسف العقوري عن استنكاره لموقف الحكومة الجزائرية، واعتبر أن إصرارها على الاعتراف بحكومة عبد الحميد الديبية، ورفض الحكومة التي اختارها البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، هو تدخل في الشأن الداخلي الليبي، وتجاوز لقرارات السلطة المنتخبة ومساس بالوحدة الوطنية لليبيا.
وعبر العقوري في تصريحات نقلها المكتب الإعلامي بالمجلس، عن استياءه من الموقف الجزائري الذي لم يكن داعما لاستقرار الشعب الليبي، وفق قوله.
وتشهد ليبيا خلاف سياسي حاد على خلفية عودة “أزمة الحكومتين”، حيث منح مجلس النواب الليبي في أول مارس الماضي الثقة لحكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، في المقابل يرفض رئيس حكومة الوحدة تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة.