غيّبوا عن الشعب حقيقة الثروات و البترول
و لوّثوا رمال الصحراء بلهو “الستّ” كربول
في سهرة صاخبة تحدّت فيها النظم و الأخلاق و الأصول
بتعلّة الترويج للسياحة ولتنموا العائدات و المدخول
مجون،دعارة،مخدّرات و شرب الكحول
بدؤوا بتطبيق الدستور على عجل بسادس الفصول
هذه حريّتهم المنشودة حريّة الضمير بالفعل بعد القول
و ما خفي أعظم لازال في حكم المجهول
و تراهم يدا واحدة تمنع و تقطع سبل الخير قبل الحلول
ممّن تديّن أو قال الله و قال الرسول
كالوا له التهم و المكائد والصقوا به جرائم المغول
فهو في حكم اثنين لا ثالث لهما ارهابيّ رجعيّ مخبول
على نهج سلفهم حبيب و زينهم المخلوع المخذول
لا الاّ ولا ذمّة لوطن هتكوا ستره عرضا و طول
هذه نواياهم اجتمعوا عليها مستعمر،خونة،أزلام وفلول
خيّل لهم شرعيّة اكتسبوها بالدستور حقّهم مكفول
وشرذمة من زنادقة اليسار و أحفاد ابن سلول
نخب واعلام مأجور و بعضهم مزطول
تجاوزوا حدود المعقول و اللاّمعقول
فتمادوا في غيّهم دون رجعة و عدول
تفنّنوا و اجتهدوا في دسّ سمومهم ودقّ الطبول
لايقاد نارالفتنة عيدان كبريتهم تصول و تجول
يحسبون أنّ أحرار البلد سذّج أو أنّهم فقدوا العقول
أو ألهتهم مآسيهم فأصبحوا غافلين يمنعهم خوف و ذهول
لا لا لن تهنؤوا فساعة الحسم موعدها حلّ لن يطول
حينها سيجرفكم طوفان الثورة الهادر المهول
تلتمسون الصفح والعفوا اذ لا ايجاب ولا قبول
و قتها سنرى من على صواب و من على ضلالة جهول
اذ تونس ولاّدة أبطال شبابا رجالا حرائر و كهول
وهبوا أنفسهم للذّود عن العرض و الأرض ألسنتهم تقول:
لا عاش في خضرائنا من خان العهود و الأصول
دماؤنا فدى تسقي الصحاري و السهول و الحقول
توفيقا من الله، نحن لها… و الشدّة بعد الفرج تزول
أيا أبا القاسم دنّسوا مرقدك فقلت ، و سأعيد ما كنت تقول :
” أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة َ فِي لُجِّ الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ”
محمد سعيد
الدوحة : 26 – 2 -2014