عاشت تونس خلال أيام الجمعة والسبت والأحد 16 و 17 و18 جانفي 2021 أياما عصيبة كانت نيران الفتنة فيها تتصاعد مهددة بحرق الاخضر قبل اليابس وكان الهدف من تلك التحركات افشال التحوير الوزاري تمهيدا لإسقاط حكومة المشيشي وحل البرلمان والدفع بالبلاد نحو المجهول.
بداية الاحداث تم التخطيط لها خلال زيارة رئيس الجمهورية الى مبنى وزارة الداخلية واعلانه غير المسبوق من انه القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية والأمنية لينطلق بعدها وزير الداخلية السابق توفيق شرف الدين في حملة من الاقالات للقيادات الامنية العليا دون ان يعلم رئيس الحكومة وكانت الغاية تمهيد الارضية نحو قدح شرارة الاحتجاجات وضمان عدم تدخل الامن لحماية الممتلكات الخاصة والعامة فتنفجر الاوضاع وتخرج عن السيطرة فلا يكون امام المشيشي من حل الا الاستقالة ويصبح وقتها حل البرلمان يسيرا ومطلبا ملحا خاصة انه تحت قبة قصر باردو كانت تحاك امور مشبوهة انطلقت منذ يوم 7 ديسمبر 2020 حين تم جر ائتلاف الكرامة الى ان يسقط في فخ الاستفزازات ورد الفعل القوي بالصراخ والتشابك بالأيدي ليتم اتهامه بالعنف واراقة الدماء رغم ان الجرح الذي اصاب نائب التيار الديمقراطي لم يستحق لأي غرزة لرتقه لأنه مجرد خدش لا غير لكن الجماعة ضخموا الحكاية وتحولوا “قافلة تسير” إلى قصر قرطاج ليستقبلهم ساكنه بالترحاب وبإطلاق التهديدات بأن “الصواريخ” جاهزة للانطلاق فقط قوموا انتم بما عليكم ولمزيد حبك المسرحية وتهيئة المخطط دخلت سامية عبو في اضراب جوع يوم 20 جانفي 2021 وبعد أيام زارها الطبيب والذي يا للصدفة منتم للتيار الديمقراطي ليعلن أن حالتها خطيرة وأنه لا بد من نقلها إلى المستشفى توقيا من أي مكروه قد يحصل لها وترفض سامية عبو الأمر رفضا مطلقا لأنها تريد أن تتعكر حالتها وأن تتقاذف صورها وهي مصفرة الوجه وسائل الإعلام لمحلية والأجنبية لإعطاء صورة عن البرلمان ورئيسه لا توحي إلا بالوحشية خاصة أن سامية عبو امرأة والمرأة دائما هي الطرف الأضعف في أي معركة والجميع يتضامن معها وبعد أن أعلن الطبيب ما أعلن حل ركب عبير موسي التي طالما تبادلت الاتهامات وحتى السباب والشتائم مع سامية عبو لكن مادام الأمر متعلق بإسقاط البرلمان وخنق الديمقراطية في تونس لتسلم الروح كما أسلمتها في مصر فكل شيء يهون وتنطلق عبير في حفلة عويل ونحيب خوفا على سامية قبل أن يفاجئهم رئيس البرلمان ببيان يدين ائتلاف الكرامة ويخرج البرلمان من مربع الاتهامات ومن دائرة الاستهداف ولو إلى حين فتحولت وجهة القوم إلى الشارع خاصة أن التنسيقيات التي هي كالنبت الشيطاني لا أحد يعترف بها تهيأت للتحرك ولزعزعة الاستقرار لتكون الورقة الأخيرة في جعبة الجماعة لإعادة خلط الأوراق لصالحهم فانطلقت التحركات بصورة متزامنة بعد أن تم تهيئة الظروف لانتشارها عبر فرض الحجر الصحي الذي لم تعلنه الحكومة إلا رضوخا لضغوط صفحات الفايسبوك واعتقادا منها أن فرضه سيمنع الاحتجاجات وسيلزم كل شخص بيته متناسية أن دعاة الفوضى لا يصدهم حجر صحي ولا انتشار للفيروس ولا أي أمر آخر وأن أغلبهم من عامة المراهقين والشباب العاطل عن العمل المستعد للقيام بأي فعل مادام أجره مضمون ومادام النهب سيكون متاحا .فتحركت أفواج التنسيقيات في عديد الجهات بعد أن أعدت عدتها من عجلات ومن شماريخ التي تستعمل لأول مرة في الاحتجاجات والغاية منها أن يعتقد الناس الذين لزموا بيوتهم أن الأمن يستعمل الرصاص ضد المحتجين فيخرج إلى الشارع من لم يخرج وتتوتر الأجواء أكثر فأكثر وتتهيأ الظروف أمام استقالة رئيس الحكومة لأن جماعة قصر قرطاج يئسوا من امكانية أن يعود إليهم تائبا بعد أن تمرد عليهم يوم منحوه ورقة استقالته دون تاريخ ليوقع عليها وذلك حين تم اختياره لخلافة الفخفاخ حتى يكون كالعجينة الطيعة في أيديهم وإن رغب في التمرد عليهم فالاستقالة التي تحمل امضاءه سيوضع عليها تاريخ ما ويتم تقديمها على أنها إعلان استقالة فعلي من المشيشي في عبث مفضوح بمؤسسات الدولة وتلاعب بمصلحة الشعب الذي تحالفت ضده كورونا وإلياس الفخفاخ الذي لهف من أموال هذا الشعب أكثر من 40 مليار وما خفي أعظم ثم جماعة قصر قرطاج والذين هم خليط من اليسار الراديكالي وبعض الانتهازيين وبيادق بأيدي قوى أجنبية لا هم لهم إلا فرض مشاريعهم الفوضوية وإنهاء الديمقراطية في تونس ولولا يقظة قوات الأمن وصرامة المؤسسة العسكرية لنجحت تلك التنسيقيات ومن وراءها من بيادق إجرامية وإعلامية في مزيد إشعال نار الاحتجاجات والإضرابات لإدخال البلاد في حالة من الفوضى الشاملة مما يفسح المجال أمام رئاسة الجمهورية لإعلان حالة الطوارئ وتنفيذ المخطط الذي بشر به محمد عبو وهو حل البرلمان ووضع السياسيين تحت الاقامة الجبرية أو في السجون بعد أن يستقيل المشيشي ولو نجح مخطط التنسيقيات لوجدنا محمد عبو أو زهير المغزاوي رئيسا للحكومة ولدفنا الثورة نهائيا وودعنا الحرية وداعا لا عودة بعده.
إن تونس في كنف رعاية الله دائما وكما فشل مخطط الشاهد وقبله مخطط لطفي براهم فشل مشروع توفيق شرف الدين وجماعته وستبقى تونس عصية على أي مخطط انقلابي وها أن التحوير الوزاري تم الاعلان عنه وسيصادق عليه البرلمان ولا عزاء للفوضويين والمخربين رغم المخابرات الفرنسية وذراعها في تونس غيوم رامبورغ وجمعية “عيش تونسي” الممولة للتنسيقيات التي ثبت أنها مكونة من المنحرفين وأنه لو تم تشريكهم في الحوار الوطني سيفشلونه بغوغائيتهم.